في خطوة لافتة على الصعيدين الأمني والسياسي، نفذ الجيش اللبناني خلال الساعات الماضية أكثر من 500 مداهمة استهدفت مواقع ومنشآت تابعة لـحزب الله في مناطق متعددة جنوب نهر الليطاني، وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بحسب ما أفادت به مصادر حكومية لبنانية اليوم الثلاثاء.
وتأتي هذه الحملة الواسعة قبل يوم واحد من زيارة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتوقع أن يبدأ اجتماعاته في بيروت يوم غد الأربعاء، بلقاءات سياسية مع الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
خلفية التحرك
بحسب المصادر، فإن هذه المداهمات تأتي في إطار جهود لبنانية لإثبات الجدية في الالتزام بتنفيذ بنود وقف إطلاق النار، وتفعيل القرار 1701، الذي ينص على حظر تواجد الجماعات المسلحة جنوب الليطاني، باستثناء الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
وتعتبر هذه الخطوة غير مسبوقة من حيث الحجم والتوقيت، حيث تشمل مناطق تعتبر تقليديا معاقل لحزب الله، ما يعكس ضغوطا داخلية وخارجية متصاعدة على الحكومة اللبنانية لإثبات سيادتها وضبط السلاح خارج إطار الدولة.
أهداف سياسية موازية
أكدت المصادر أن الحكومة اللبنانية تعتزم خلال لقاءاتها مع الجنرال جيفرز عرض تقرير حول التقدم الميداني في تنفيذ اتفاق وقف النار، كما ستقدم شكوى رسمية حول الخروقات الإسرائيلية المتكررة للأراضي اللبنانية برا وجوا.
وتسعى الحكومة من خلال هذه اللقاءات إلى تعزيز موقفها أمام المجتمع الدولي، والتأكيد على أن الدولة اللبنانية وحدها هي المسؤولة عن الأمن والسيادة، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة على الجبهة الجنوبية.










