تكبدت شركة ستاربكس، عملاق المقاهي العالمي، خسائر مالية كبيرة ومتلاحقة، مما يعكس التأثير العميق لحملات المقاطعة الشعبية المستمرة ردًا على موقفها المتصور من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
كشفت أحدث التقارير المالية للشركة عن تراجع حاد في الأرباح بنسبة 25% في الربع الرابع من عام 2024، حيث انخفضت إلى 909.3 مليون دولار مقارنة بـ 1.21 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق6. تزامنت هذه الخسارة في الأرباح مع انخفاض ملحوظ في المبيعات عبر أسواقها الرئيسية: 6% في أمريكا الشمالية، 9% في الأسواق الدولية، و14% في الصين6.
وتأتي هذه الأرقام المقلقة لتؤكد الاتجاه الهبوطي الذي لوحظ في أرباع سابقة، حيث سبق وأن أعلنت الشركة عن نتائج مخيبة للآمال أدت إلى انخفاض سعر سهمها بنحو 16%14 وخفض توقعاتها لنمو الإيرادات السنوية بشكل كبير1. وقد أقرت الإدارة التنفيذية، بما في ذلك الرئيس التنفيذي السابق الذي تمت إقالته وسط هذه التحديات3، والرئيس التنفيذي الحالي، بالتأثير الكبير للمقاطعة على الأداء المالي62، والذي تجلى أيضًا في تسريح آلاف الموظفين عالميًا ولدى شركائها الإقليميين16.
وكشفت أحدث البيانات المالية لشركة “ستاربكس” عن:
- تراجع صافي الأرباح إلى 909.3 مليون دولار، مقارنة بـ 1.21 مليار دولار في نفس الفترة من 2023.
- انخفاض المبيعات بنسبة 6% في أمريكا الشمالية، و9% في الأسواق الدولية، و14% في الصين.
- خسارة 16% من قيمة سهمها في البورصة منذ بدء حملات المقاطعة.
ووفقًا لمحللين في “وول ستريت جورنال”، فإن هذه الخسائر ترجع بشكل مباشر إلى حملات المقاطعة الواسعة التي قادها نشطاء فلسطينيون ومؤيدوهم حول العالم، خاصة بعد فضح تمويل الشركة غير المباشر للكيان الإسرائيلي عبر شراكات تجارية مشبوهة.
لماذا استهدفت “ستاربكس” تحديدًا؟
على الرغم من محاولات الشركة التبرؤ من أي علاقة بإسرائيل، إلا أن الأدلة التي كشفها ناشطون اقتصاديون أظهرت:
- شراكات مع شركات تدعم الجيش الإسرائيلي، مثل التعاقد مع موردين مرتبطين بالمستوطنات.
- قمع موظفيها المؤيدين لفلسطين، كما حدث في فروعها بأمريكا عندما تم فصل عمال نظموا مسيرة تضامنية مع غزة.
- تغريدة رسمية من حسابها في إسرائيل أشادت بالجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، مما أثار عاصفة غضب.
يقول الخبير الاقتصادي د. أحمد النجار:
_”ستاربكس لم تكن الضحية الوحيدة، بل جزءًا من قائمة سوداء لشرارات داعمة للاحتلال، لكنها الأكثر تضررًا لأنها تعتمد على الصورة الذهنية الإيجابية، والتي تحطمت بسبب غضب المستهلكين”.
تأثير المقاطعة يتجاوز الأرقام: إغلاق فروع وتسريح موظفين
لم تكن الخسائر مالية فقط، بل امتدت إلى:
- إغلاق 45 فرعًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينها 12 في السعودية و9 في مصر.
- تسريح أكثر من 6,000 موظف حول العالم، معظمهم في الدول الإسلامية.
- انسحاب مستثمرين كبار خوفًا من استمرار الهبوط، كما حدث مع صندوق “بلاك روك” الذي خفض حصته بنسبة 7%.
- رد فعل “ستاربكس”: بين الإنكار واليأس
- حاولت إدارة الشركة احتواء الأزمة عبر:
- إصدار بيان نفي رسمي لأي دعم لإسرائيل.
- إقالة الرئيس التنفيذي السابق وتعيين مدير جديد.
- تقديم عروض ترويجية مكثفة في الدول الإسلامية.
لكن المحلل السياسي عمر الشرقاوي يعلق:
“الشركة تتعامل مع الأعراض وليس المرض، فالشعوب لم تعد تنخدع بالبيانات الدبلوماسية، بل تريد قطع العلاقات الاقتصادية مع أي كيان يدعم الاحتلال.”
مستقبل الشركات الداعمة لإسرائيل: هل بدأ العد التنازلي؟
“ستاربكس” ليست الوحيدة التي تعاني، فشركات مثل:
- ماكدونالدز*: خسرت 20% من مبيعاتها في الشرق الأوسط.
- بيبسي وكوكا كولا: تراجعت أسهمهما بنسبة 8% بسبب المقاطعة.
وتؤكد منظمة “BDS” (مقاطعة وسحب استثمارات وفرض عقوبات) أن هذه الخسائر مجرد بداية، قائلة في بيان:
“المقاطعة سلاح الشعوب، وسنواصل الضغط حتى تتراجع كل الشركات عن دعمها للاحتلال.”
السؤال الآن: هل ستتعلم الشركات الأخرى الدرس قبل فوات الأوان؟











