وصلت حصيلة ضحايا الانفجار الكارثي الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس جنوب إيران إلى 70 قتيلاً وأكثر من 1200 مصاب، وذلك بعد مرور ثلاثة أيام على الحادث المأساوي.
و أعلنت السلطات الإيرانية أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق بشكل كامل بعد 48 ساعة من المكافحة المستمرة، فيما كشفت التحقيقات الأولية عن وجود إهمال وتقصير واضح في تطبيق إجراءات السلامة كانت السبب الرئيسي وراء هذه الكارثة.
ولا تزال عمليات البحث عن المفقودين وإزالة آثار الانفجار متواصلة، مع توقعات بأن تستغرق عملية إعادة تأهيل الميناء أسابيع عدة.
تفاصيل الانفجار والحصيلة المتصاعدة للضحايا
وقع الانفجار الهائل في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس جنوب إيران يوم السبت 26 أبريل 2025 حوالي الساعة 12:20 ظهراً بالتوقيت المحلي3. انطلق الانفجار من عدة حاويات في منطقة الرصيف بالميناء، والتي يُعتقد أنها كانت تحتوي على مواد خطرة أو مواد كيميائية3. وأدى الانفجار إلى اندلاع حريق كبير وتصاعد عمود كثيف من الدخان الأسود، كان مرئياً على بعد كيلومترات، كما تسببت موجة الصدمة في تحطيم النوافذ وإلحاق أضرار هيكلية بالمباني على مسافة عدة كيلومترات،
وقد شهدت حصيلة الضحايا ارتفاعاً متتالياً مع مرور الوقت، حيث أشارت التقارير الأولية إلى إصابة ما لا يقل عن 500 شخص، قبل أن يرتفع العدد لاحقاً إلى 800 مصاباً ومقتل نحو 28 شخصاً، وفي يوم الأحد، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني ارتفاع الحصيلة إلى 40 قتيلاً و1200 جريح، ثم واصلت الأرقام ارتفاعها لتصل إلى 46 قتيلاً و1072 مصاباً، ثم إلى 65 قتيلاً.
وفي آخر إحصائية رسمية، أفادت وسائل إعلام إيرانية يوم الاثنين أن عدد القتلى ارتفع إلى٧ 70 شخصاً على الأقل.
جدير بالذكر أن عدداً كبيراً من المصابين تلقوا العلاج وتم تخريجهم من المستشفيات، فيما لا يزال 138 شخصاً يتلقون الرعاية الطبية اللازمة.
كما أشار محافظ هرمزجان إلى وجود نحو 22 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين، فيما لم يتم التعرف على هوية 22 آخرين حتى الآن.
أسباب الانفجار والتحقيقات الجارية
تشير التقييمات الأولية التي أجرتها السلطات الإيرانية إلى أن سبب الانفجار يعود إلى سوء تخزين مواد كيماوية في حاويات بقطاع الشهيد رجائي.
وقد أوضح المتحدث باسم إدارة الأزمات في إيران حسين ظفري أن “سبب الانفجار كان المواد الكيميائية داخل الحاويات”.
وأصدرت اللجنة المسؤولة عن التحقيق في الانفجار بياناً يوم الاثنين، أشارت فيه إلى أن الحادث ناتج عن “عدم الالتزام بمبادئ السلامة”، موضحة أن “يتطلب تحديد السبب الدقيق لهذا الحادث إجراء تحقيق شامل ومفصل في جميع جوانبه”.
كما تناول البيان وجود “تناقضات” في المعلومات المقدمة للجنة، دون أن يوضح طبيعتها أو مصدرها.
وتتحدث بعض المصادر عن أن المادة التي انفجرت في الميناء هي بيركلورات الصوديوم، وهي مكوّن رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ، وأن سوء التخزين أدى إلى الكارثة.
ومن جهتها، نفت وزارة الدفاع الإيرانية تقارير إعلامية ذكرت أن الانفجار ربما يكون مرتبطاً بسوء التعامل مع الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ، مؤكدة أنه لم تكن هناك أي مواد عسكرية في الميناء.
وفي تطور لافت، كشفت مصادر عن احتمال تورط نجل أحد المسؤولين البارزين في الحكومة الإيرانية، حميد رضا عارف، في الحادث. وأشار التحقيق إلى أن عارف كان له دور بارز في إدارة بعض الصفقات التجارية المشبوهة في الميناء، والتي يُعتقد أنها كانت السبب الرئيسي وراء الانفجار.
أهمية ميناء رجائي الاستراتيجية
يُعد ميناء الشهيد رجائي أكبر ميناء تجاري في إيران، إذ يتعامل مع نحو 70-80 مليون طن من البضائع سنويا.
ويقع الميناء قرب مضيق هرمز الاستراتيجي، ويُعد مركزاً حيوياً للتجارة البحرية في البلاد، حيث يبعد حوالي 23 كيلومتراً غرب بندر عباس.
يستقبل الميناء 85% من واردات إيران ويتألف من 23 رصيفاً بعمق 15 متراً، وهو مسؤول عن 85% من إجمالي عمليات التحميل والتفريغ التي تتم في الموانئ الإيرانية.
وتبلغ مساحة الميناء حوالي 2400 هكتار ويتمتع بطاقة استيعابية كبيرة تجعله محوراً أساسياً للاقتصاد الإيراني.










