أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن وقوع انفجار في مجمع “آفا نار بارسيان” للصناعات الكيميائية في منطقة قضاء ميمة بمحافظة أصفهان، ما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة اثنين آخرين بحروق بالغة، وفقًا لما أكده المدير العام لإدارة الأزمات في المحافظة.
تفاصيل الحادث
وقع الانفجار عند الساعة 10:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، في مستودع تابع لشركة آفا نار بارسيان التي تُعنى بصناعة المفرقعات والمواد الحارقة، بما في ذلك الألعاب النارية التي تُستخدم في الاحتفالات الحكومية، مثل ذكرى “22 بهمن” (الثورة الإسلامية)، وذلك بحسب المعلومات المنشورة على موقع الشركة الإلكتروني.
تم الدفع بعدة فرق إنقاذ وإطفاء إلى موقع الحادث، إلا أن السلطات لم تصدر حتى الآن تقريرًا رسميًا عن أسباب الانفجار، وسط تكهنات بوجود مواد شديدة الانفجار داخل المستودع.
الحادث يأتي في سياق مقلق
هذا الانفجار يأتي بعد أقل من أربعة أيام على حادث كبير آخر وقع في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1200 آخرين، بعد انفجار شحنة وُصفت بأنها “شديدة الخطورة”، وسط تقارير أشارت إلى تورط مواد تُستخدم في تصنيع وقود الصواريخ الصلب، خصوصًا بيركلورات الصوديوم.
وقد تم ربط هذه الانفجارات بتقارير سابقة عن وصول سفينة شحن خاضعة للعقوبات الأميركية إلى الميناء، يُشتبه بأنها كانت تنقل موادًا تستخدم في برامج الصواريخ الإيرانية.
تساؤلات حول إجراءات السلامة
يثير تكرار الانفجارات في منشآت ذات طبيعة حساسة تساؤلات جدية حول مدى التزام الشركات الإيرانية بمعايير السلامة الصناعية والأمن الكيميائي، لا سيما في المواقع التي تخضع نظريًا لإشراف هيئات عليا، مثل مجلس الأمن القومي، الذي يُشرف على أنشطة شركة “آفا نار بارسيان” بحسب موقعها.
الصمت الرسمي والرقابة الإعلامية
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تصدر الحكومة الإيرانية أو الجهات الأمنية أي بيان تفصيلي بشأن الحادث. وسبق أن سُحب تقرير إعلامي حول انفجار ميناء رجائي بعد ساعات من نشره، في مؤشر إلى رقابة رسمية مشددة على المعلومات المتعلقة بهذه الحوادث.
تأتي هذه الحوادث في وقت بالغ الحساسية، إذ تزامن انفجار ميناء رجائي مع الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في مسقط، ما زاد من مستوى التوتر والشكوك حول طبيعة ما يجري خلف الكواليس في المنشآت المرتبطة بالصناعات الكيميائية والعسكرية.









