شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق ليلة دامية مساء الاثنين 28 أبريل 2025، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة أسفرت عن مقتل 13 شخصًا بينهم عناصر أمنية، وفق ما أفادت به مصادر أمنية ومحلية متقاطعة. وتأتي هذه الأحداث على خلفية تسجيل صوتي مُسيء للنبي محمد ﷺ، نُسب إلى رجل من الطائفة الدرزية، ما أثار حالة احتقان شعبي كبير في المناطق المجاورة ذات الغالبية السنية، وتسبّب بتصعيد غير مسبوق.
خلفية التوتر
بدأت الأحداث عندما تجمّع مسلحون من بلدات مجاورة مثل المليحة وبيت سحم، وتوجهوا نحو مدينة جرمانا التي تقطنها غالبية من أبناء الطائفة الدرزية، حيث دارت مواجهات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، تركزت عند حي النسيم ومداخل المدينة.
وبحسب شهود عيان، فإن شرارة الاشتباك بدأت عندما وصلت دراجة نارية إلى حاجز محلي، ليقع جدال سرعان ما تطور إلى إطلاق نار مباشر أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة من عناصر الحاجز.
المواقف الدينية والسياسية
الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري وصف ما جرى بـ”العمل التكفيري الإرهابي” الذي يهدف إلى شق الصف وتمزيق النسيج الاجتماعي السوري.
وفي بيان له، أدان الشيخ الهجري “العصابات التكفيرية” التي استهدفت المدنيين، محذرًا من مغبة إشعال الفتن الطائفية، ومؤكدًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجريمة دون انتقام جماعي.
كما وجّه انتقادات لاذعة لغياب الإصلاحات السياسية بعد سنوات من الحرب، معتبرًا أن “الشعب السوري لم يجنِ بعد ثمار الانتصار”، مشيرًا إلى غياب مؤتمر شعبي حر أو دستور يمثل إرادة السوريين.
تضارب الروايات
تباينت التقديرات بشأن حصيلة الضحايا، إذ أفادت مصادر أمنية لوكالة “رويترز” بمقتل 12 شخصًا، في حين ذكرت مصادر محلية سقوط ما لا يقل عن 13 قتيلًا، من ضمنهم عنصران من قوى الأمن العام.
أما وزارة الداخلية السورية، فنفت تعرّض جرمانا لهجوم منظم، مؤكدة أن ما جرى كان نتيجة احتجاج عفوي تحول إلى اشتباك بسبب إطلاق نار من مجموعات مسلحة داخل المدينة.
تشكيل المجلس العسكري في السويداء: دروز سوريا في مواجهة انتهاكات سلطة الشرع
المجلس العسكري في السويداء يعلن دعمه المطلق لموقف الشيخ حكمت ضد الشرع
الدروز في سوريا يعززون سلطتهم: تفعيل لواء حرس الحدود في السويداء
جهود التهدئة
في محاولة لاحتواء الأزمة، عقدت مختلف المكونات السياسية والاجتماعية في السويداء اجتماعًا موسعًا يوم الثلاثاء، حيث تم الاتفاق على العمل نحو تهدئة شاملة تشمل مدينة جرمانا ومحيطها، مع الدعوة إلى ضبط النفس وتغليب الحوار.
الوضع الميداني
تشهد المدينة هدوءًا حذرًا بعد ليلة من الرعب، وسط انتشار أمني مكثف وأرتال عسكرية تمركزت في محيط الأحياء المتوترة. وذكرت مصادر أن بعض الأحياء تعرضت لقصف محدود وإطلاق نار خلال الاشتباكات، ما تسبب في أضرار سكنية ووقوع إصابات في صفوف المدنيين.
دعوات للشفافية
الهيئة الروحية في جرمانا دعت الجهات الرسمية إلى الخروج للرأي العام و”توضيح ملابسات ما جرى وكشف الحقائق”، مطالبة بوقف حملات التحريض والتخوين التي تهدد بإشعال موجة جديدة من العنف الطائفي في البلاد.
يُذكر أن هذه الأحداث تعكس هشاشة التوازن الاجتماعي في المناطق المختلطة، في ظل غياب حل سياسي شامل يعالج جذور الأزمات والانقسامات التي خلفتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.
الولايات المتحدة تضع خارطة طريق لسوريا ودمشق تطالب بفرصة جديدة
زعيم الدروز في سوريا يعلن الحرب على إيران وحزب الله وسط توترات السويداء
المجلس العسكري في السويداء يعلن انطلاق عمله: هل يعد نواة لتشكيل إقليم الدروز؟










