وشنطن تحذر من الانسحاب من محادثات السلام في حال عدم تقديم مقترحات ملموسة من روسيا وأوكرانيا
في تطور هام على الساحة الدولية، حذر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، من أن واشنطن قد تنسحب من دورها كوسيط في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا إذا لم يقدم الجانبان مقترحات ملموسة لإنهاء الحرب. وأكد روبيو أن الوقت قد حان لكلا الطرفين لتقديم “مقترحات حقيقية” لوقف النزاع المستمر منذ أكثر من عام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تومي بروس، في مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة “ستنسحب من هذه العملية كوسيط” إذا استمر الجمود السياسي ولم يتم إحراز أي تقدم في المفاوضات. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس مع تصاعد القتال في أوكرانيا وتزايد الضغوط الدولية للبحث عن حلول سلمية.
انتقادات أمريكية لروسيا
بعد ساعات من تصريح روبيو، انتقد جون كيلي، المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، روسيا بشدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، متهماً إياها باستمرار إراقة الدماء.
وقال كيلي إن “روسيا نفذت هجمات واسعة النطاق تسببت في خسارة أرواح بريئة، بما في ذلك مدنيين”. وأضاف أن “عبء إنهاء هذه الحرب يقع على عاتق روسيا وأوكرانيا”، مشيراً إلى أن قادة البلدين يجب أن يتخذوا القرار الحاسم بشأن إمكانية السلام.
وأشار كيلي إلى أن الولايات المتحدة، في حال كانت روسيا وأوكرانيا مستعدتين لإنهاء الحرب، ستكون مستعدة لدعمهما بشكل كامل نحو السلام الدائم.
دونالد ترامب يعبر عن توقعات متباينة
في سياق متصل، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع قناة “إيه بي سي” الأمريكية عن رأيه بشأن الموقف الروسي، حيث قال إنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في وقف الحرب. وأكد ترامب: “أعتقد أن بوتين يريد السلام”، رغم الهجمات المستمرة على الأراضي الأوكرانية.
كما دعا ترامب الرئيس الروسي إلى “وقف غزوها لأوكرانيا”، وأعرب عن استيائه من الهجمات التي استهدفت العديد من المدن الأوكرانية.
وفي المقابل، أشار إلى أن مبعوثيه مارسوا ضغوطًا على أوكرانيا للموافقة على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن أي حل سياسي قد يشمل تقديم بعض الأراضي واعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014.
وقف إطلاق النار من روسيا
في خطوة لافتة، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن وقف إطلاق نار من جانب القوات الروسية لمدة ثلاثة أيام، من 8 إلى 10 مايو/أيار 2025، بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفييتي وحلفائه في الحرب العالمية الثانية.
لكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رفض هذا العرض ودعا إلى “وقف إطلاق نار فوري وكامل وغير مشروط” لمدة 30 يوماً، منتقداً تأخر روسيا في اتخاذ هذه الخطوة حتى ذكرى الحرب العالمية الثانية.
يبدو أن الجمود في المحادثات الدولية حول النزاع الأوكراني مستمر، مع زيادة الضغوط الدولية على الأطراف المعنية للوصول إلى حل.
و من جهة، تصر الولايات المتحدة على ضرورة تقديم مقترحات ملموسة من كلا الجانبين، بينما يحاول الرئيس ترامب تحقيق اختراق سياسي عبر ضغوطه على أوكرانيا.
وفي الوقت ذاته، تستمر القوات الروسية في التصعيد العسكري، مما يضاعف من تعقيد الوضع في المنطقة ويزيد من الحاجة الماسة إلى عملية سلام حقيقية










