الرياض تضغط لنشر قوات أمريكية لتأمين قناة السويس.. والقاهرة تخشى تداعيات على الاستثمارات والعلاقات الإقليمية وترتيبات سيناء الأمنية
كشف تقرير لموقع “مدى مصر” عن خلاف مصري سعودي جديد بشأن جزيرتي تيران وصنافير، حيث طلبت المملكة العربية السعودية السماح للولايات المتحدة بإقامة قاعدة عسكرية على الجزيرتين الواقعتين عند مدخل خليج العقبة. يأتي هذا الطلب في ظل استمرار الخلاف بين البلدين حول آلية تطبيق اتفاقية نقل سيادة الجزيرتين إلى السعودية.
ونقل الموقع عن مسؤولين مصريين أن الهدف السعودي من القاعدة الأمريكية هو تأمين قناة السويس ومنع دخول أي سفن “مشبوهة” يحتمل استخدامها في نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى قطاع غزة أو الأراضي اللبنانية، خاصة تلك القادمة من إيران.
وأثار المقترح السعودي انقساما داخل دوائر صنع القرار في القاهرة، حيث أبدى بعض المسؤولين رفضهم التام للفكرة، بينما أشار آخرون إلى أن مصر قد لا تكون في موقع يسمح لها برفض الطلب السعودي بشكل قاطع، وقد تضطر في نهاية المطاف إلى البحث عن تسوية تضمن تحقيق بعض المصالح المصرية.
مخاوف القاهرة: استثمارات وعلاقات إقليمية وترتيبات سيناء الأمنية
أشار المسؤولون المصريون إلى عدة مخاوف رئيسية لدى القاهرة بشأن الوجود العسكري الأمريكي المحتمل على الجزيرتين:
تأثير على الاستثمارات الأجنبية: تخشى القاهرة من أن يؤدي تعزيز الوجود العسكري والأمني الأمريكي في المنطقة إلى التأثير سلبا على الاستثمارات الأجنبية في خليج السويس، خاصة تلك الممنوحة لشركات صينية وروسية. وتعتبر مصر هذه الاستثمارات حيوية لتسريع التنمية الاقتصادية في محور قناة السويس، كما تخشى من انعكاسات سلبية على علاقاتها مع بكين وموسكو، بالنظر إلى حجم استثماراتهما ومصالحهما الاستراتيجية في المنطقة.
تقويض الترتيبات الأمنية في سيناء:
تخشى مصر من أن تقوض هذه الخطوة الترتيبات الأمنية القائمة في سيناء، والتي سمحت بموجبها إسرائيل للقاهرة بزيادة قواتها وبناء نقاط أمنية جديدة في إطار حربها ضد تنظيم ولاية سيناء. وأشار المصدر إلى أن إسرائيل تسعى حاليا لتقليص هذه الترتيبات.
تداعيات على الدور الإقليمي والعلاقات مع الغرب: ترى القاهرة أن إقامة قاعدة أمريكية على الجزيرتين قد تعزز العلاقات الأمنية المباشرة بين السعودية وإسرائيل، مما قد يؤثر سلبا على الدور الإقليمي لمصر وعلاقاتها مع القوى الغربية التي لا تزال تعتبرها ذات مكانة مهمة في ضوء اتفاقية السلام مع إسرائيل.
توقعات ببحث المقترح خلال زيارة ترامب إلى السعودية
يتوقع المسؤولون أن يكون المقترح السعودي بشأن القاعدة الأمريكية على تيران وصنافير على جدول أعمال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى السعودية في منتصف مايو الجاري.
مباحثات مصرية سعودية حول “منتدى البحر الأحمر” قبل زيارة ترامب
في السياق ذاته، كشف مسؤول لـ “مدى مصر” أن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ناقش خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية مع المسؤولين في المملكة مسألة تفعيل “منتدى البحر الأحمر” المؤجل، وذلك قبل زيارة ترامب.
وأشار إلى أن الجانبين أعدا سلسلة من الاتفاقيات الأمنية المتعلقة بالبحر الأحمر، يرغبان في توقيعها خلال الاجتماعات، وأن أحد الأهداف الرئيسية لهذه الاتفاقيات هو حصول السعودية على حماية أمريكية في حال تعرضها لأي هجوم.
خلافات مستمرة حول آليات نقل السيادة وكاميرات المراقبة
يذكر أن مصر وافقت في عام 2016 على نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، لكن عملية النقل لم تستكمل حتى الآن، مما أدى إلى فتور في العلاقات بين البلدين. وكشف “مدى مصر” في عام 2023 عن وجود خلافات بين القاهرة والرياض وتل أبيب بشأن مضمون الرسائل الرسمية المتبادلة والترتيبات الأمنية التي يجب أن تسبق إتمام عملية النقل.
وأشار مصدران حكوميان إلى أن أحد أبرز الخلافات يتعلق بكاميرات المراقبة التي تريد السعودية وضعها على الجزيرتين بالتنسيق مع إسرائيل، حيث ترى مصر أن مدى تغطية هذه الكاميرات يتجاوز الحدود المتفق عليها ويكشف مناطق حساسة في شبه جزيرة سيناء.
وكان موقع “أكسيوس” قد ذكر في عام 2022 أن الولايات المتحدة حاولت التوسط بين مصر وتل أبيب والرياض لإتمام عملية النقل ضمن اتفاق تطبيع أوسع بين إسرائيل والسعودية، لكن مصر رفضت المشاركة في ذلك الوقت.
ويؤكد مسؤولون أن التوتر لا يزال قائما بين السعودية ومصر بشأن الجزيرتين، وأن الرسائل اللازمة لاستكمال عملية النقل لم ترسل بعد، مشيرين إلى استمرار وجود خلافات داخل الإدارة المصرية نفسها بشأن هذه القضية الحساسة.










