أثارت تصريحات وتقارير إسرائيلية حديثة زوبعة إعلامية في مصر، بعد محاولات متكررة لربط بناء أهرامات الجيزة بالتاريخ اليهودي أو ادعاءات غريبة عن دور كائنات فضائية في تشييدها. جاء الرد المصري حاسماً عبر خبراء الآثار والمسؤولين، مؤكدين أن هذه المزاعم تهدف إلى “سرقة الإرث الحضاري” وتشويه الحقائق التاريخية الثابتة.
تفاصيل الأزمة الأخيرة
في 14 يونيو 2024، نشر الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) زعم فيها أن “بني إسرائيل هم من بنوا الأهرامات”، مصحوبة بصورة لشخص يرتدي ملابس تُشبه العمال القدماء.
تصدرت التغريدة “تريند” مصر، ورد كوهين بسخرية: “شكراً للشعب المصري الذي جعلني مشهوراً”.
في تقرير سابق بثته القناة الثانية الإسرائيلية، ادُعي أن “الكائنات الفضائية ساعدت المصريين في بناء الأهرامات”، مع إشارات إلى نقوش فرعونية غامضة.
الرد المصري الرسمي والعلمي
تبرئة التاريخ المصري:
أكد الدكتور سيد حسن، مدير المتحف المصري الأسبق، أن الادعاءات الإسرائيلية “ضرب من الخيال وفرقعة إعلامية”، مشيراً إلى أن الأهرامات بُنيت بأساليب هندسية دقيقة دون حاجة لتدخل خارجي.
أشارت الحفريات الأثرية إلى وجود مدينة عمالية قرب الأهرامات، تضم مقابر وعظاماً تثبت أن البناء كان بمجهود بشري مصري خالص.
الدليل الزمني:
أوضح الدكتور محمد الهواري، أستاذ الفكر الديني اليهودي، أن الأهرامات شُيدت عام 2678 قبل الميلاد، أي قبل ظهور النبي إبراهيم بستة قرون، مما ينفي أي صلة لليهود بالبناء.
السردية السياسية:
رأى الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة، أن هذه الادعاءات “ليست بريئة”، بل تُحاول إسرائيل من خلالها تعزيز سردية تاريخية مزيفة لترويج أحقيتها في المنطقة.
سياق تاريخي للمزاعم الإسرائيلية
تعود جذور هذه الادعاءات إلى عام 1978، عندما أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجن إشارات غامضة خلال مؤتمر كامب ديفيد عن “جهد أجداده في بناء الأهرامات”.
يُلاحظ تكرار هذه المقولات مع تحولات السياسة الإقليمية، مثل التطبيع أو الأزمات الدبلوماسية، كوسيلة لـ”استفزاز الهوية المصرية”.
خلاصة: تواصل مصر تصديها للمحاولات الإسرائيلية عبر توثيق الحقائق الأثرية وإبراز الجهود العلمية المحلية والدولية التي تؤكد أصالة الحضارة المصرية. تُعتبر هذه المعركة جزءاً من حرب أوسع ضد “التزييف التاريخي” الذي يُحاول طمس هوية الشعوب.










