أزمة قانون الإيجار القديم تثير الجدل في مصر: تحديات وصراعات بين الملاك والمستأجرين
تشهد الساحة المصرية جدلًا واسعًا حول تعديلات قانون الإيجار القديم، الذي ينظم العلاقة بين الملاك والمستأجرين للوحدات السكنية والتجارية المبرمة عقود إيجارها قبل عام 1996. تتصاعد الأزمة مع اقتراب البرلمان من مناقشة مشروع القانون المقدم من الحكومة، والذي يقترح زيادة القيمة الإيجارية بنسبة 15% سنويًا لمدة خمس سنوات، وإنهاء جميع العقود القديمة بعد هذه الفترة.
إطار قانوني معقد
يعود قانون الإيجار القديم إلى تشريعات تعود لعام 1920، حيث تم تحديد قيم إيجارية ثابتة دون مراعاة التضخم أو القيمة السوقية للعقارات. مع مرور العقود، أصبحت هذه القيم رمزية، مما تسبب في خسائر فادحة للملاك، بينما استفاد المستأجرون من حماية قانونية تمنع طردهم أو تعديل الإيجار بشكل جذري. في عام 2022، بدأت أولى خطوات التعديل بزيادة إيجارات الوحدات غير السكنية بنسبة 15% سنويًا، لكن التعديلات الجديدة تهدف لشمول الوحدات السكنية أيضًا.
المحكمة الدستورية تشعل الجدل من جديد
أصدرت المحكمة الدستورية العليا في نوفمبر 2024 حكمًا تاريخيًا بعدم دستورية المواد التي تثبت قيمة الإيجار للوحدات السكنية، معلنةً ضرورة تعديل التشريعات قبل نهاية الدورة البرلمانية الحالية في يوليو 2025. هذا الحكم دفع الحكومة لتقديم مشروع قانون جديد ينص على:
- زيادة القيمة الإيجارية إلى 20 ضعفًا للوحدات السكنية
- 5 أضعاف للوحدات غير السكنية
- زيادة سنوية بنسبة 15% لمدة خمس سنوات
ردود فعل متباينة من الأطراف المعنية
الملاك: بين الأمل في استعادة الحقوق ومخاوف التطبيق
يرحب ملاك العقارات بالتعديلات كفرصة لاستعادة حقوقهم المهدرة. يقول المهندس محمد عبد الرحمن، مالك عمارة في وسط القاهرة: “عائلتي لم تستفد من شقتين مؤجرتين منذ 40 عامًا بإيجار 30 جنيهًا للشقة”. لكن البعض يخشى من تعقيدات عملية الإخلاء وطول الإجراءات القضائية.
المستأجرون: بين الفقر وخوف التشرد
يعبر المستأجرون عن مخاوفهم من عدم القدرة على تحمل الزيادات المقترحة. السيدة فاطمة محمود، مقيمة بشقة بإيجار 50 جنيهًا منذ 1978، تقول: “الزيادات ستعني تشرد أسرتي”. تشير تقديرات إلى أن 60% من المستأجرين قد يواجهون صعوبات في تأمين سكن بديل.
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة
| الجانب | التأثير المتوقع |
|---|---|
| القطاع العقاري | إعادة تفعيل 450 ألف وحدة مغلقة[15] |
| الأسعار | ارتفاع إيجارات الوحدات الجديدة بنسبة 25-30% |
| السوق السوداء | تزايد عمليات الاتفاقيات السرية بين الملاك والمستأجرين |
الحلول المقترحة وآفاق المستقبل
تتضمن الخطة الحكومية حزمة إجراءات للتخفيف من الآثار الاجتماعية:
- منح أولوية في الحصول على وحدات إسكان اجتماعي للمتضررين
- تطبيق نظام التقييم العقاري الإلكتروني لضمان العدالة
- فترات سماح تصل إلى 3 سنوات للفئات غير القادرة
في الختام، تظل أزمة قانون الإيجار القديم اختبارًا حقيقيًا لقدرة التشريعات على تحقيق التوازن بين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. بينما تشير التقديرات إلى أن 30% من العقارات المصرية لا تزال خاضعة لهذا القانون، فإن نجاح أي حلول مرهون بمراعاة البعد الإنساني والشفافية في التطبيق.










