أصدر مشايخ عقل طائفة المسلمين الموحدين ووجهاء ومرجعيات دينية في محافظة السويداء بيانًا حاسمًا، مساء الخميس، أكدوا فيه تمسكهم بوحدة الأراضي السورية، ورفضهم القاطع لأي مشروع انفصالي أو طائفي، محذرين من محاولات جرّ البلاد إلى صراعات داخلية تهدد نسيجها الوطني.
وأكد البيان، الذي نُشر عقب اجتماع موسع في السويداء، على أن “الهوية السورية الجامعة والمبادئ الوطنية والعروبية” تشكل العمود الفقري للانتماء، مشددًا على أن أبناء الطائفة الدرزية كانوا وسيظلون جزءًا أصيلًا من سوريا الموحدة.
وجاء في نص البيان:
“الوطن شرف، والانتماء إليه كرامة، وحبّه من الإيمان. وعليه نرفض رفضاً قاطعاً الانفصال أو المساس بوحدة البلاد”.
كما طالب المشايخ بتفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية داخل محافظة السويداء، داعين إلى تأمين طريق السويداء – دمشق باعتباره مسؤولية الدولة، ومشدّدين على ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي السورية.
البيان شدد على أهمية نبذ الطائفية والفتن، مؤكدًا أن سوريا يجب أن تبقى وطناً لكل أبنائها دون تمييز، بعيداً عن الأحقاد والثارات التي وصفها بـ”المرفوضة دينيًا وأخلاقيًا”.
ويأتي هذا الموقف في وقت تشهد فيه بعض المناطق في ريف دمشق توتراً طائفياً متصاعداً، على خلفية انتشار تسجيل صوتي نُسب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية تضمن إساءات للنبي محمد. وقد أدت هذه التطورات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى اشتباكات في مدن مثل جرمانا وصحنايا، أودت بحياة أكثر من 100 شخص، معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية.
ولم يُتح التحقق من صحة التسجيل، إلا أن تداعياته الميدانية كانت ملموسة، وأثارت مخاوف من اتساع رقعة الفتنة الطائفية.
واختُتم البيان بتأكيد المرجعيات الدينية على ضرورة تغليب صوت العقل والحوار، والعمل على حماية السلم الأهلي، قائلين: “سلامة الوطن واستقراره فوق كل اعتبار”.










