بلوشستان الإيرانية تغلي غضبًا: احتجاجات شعبية على انقطاع المياه والكهرباء المتزامن مع ارتفاع الحرارة
تشهد محافظة سيستان وبلوشستان شرقي إيران موجة من الغضب الشعبي المتصاعد بسبب الانقطاعات المتكررة والمطولة للمياه والكهرباء، تزامنًا مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تتراوح بين 40 و 50 درجة مئوية. وبدأت أزمة انقطاع الكهرباء في أبريل/نيسان الماضي واستمرت لتفاقم معاناة السكان مع نقص حاد في مياه الشرب.
أزمة مياه في راسك
وفي مدينة راسك، التي تعاني بشكل خاص من أزمة المياه، وجه الأهالي رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس إدارة المياه المحلية، منصور أربابي، مطالبين إياه بالاستقالة الفورية إذا لم يتمكن من إيجاد حل جذري وسريع لهذه الأزمة بحلول نهاية يوم الجمعة 2 مايو.
وصف أهالي راسك، في رسالتهم التي نقلتها حملة النشطاء البلوش، الوضع الحالي بأنه “مؤلم” وناجم عن “عدم كفاءة الإدارة والافتقار إلى التخطيط”.
واعتبروا أن استمرار انقطاع المياه بشكل كامل في أيام الجمعة ولساعات طويلة خلال بقية أيام الأسبوع، في ظل هذا الحر الشديد، يمثل “انتهاكًا منهجيًا للحق في الحياة والصحة والسلام النفسي لآلاف الأسر”.
غضب شعبي
وطالب المحتجون بـ “حل فوري ونهائي لأزمة المياه”، و”خطة شفافة ومؤقتة لإصلاح البنية التحتية المتهالكة”، و”اعتذار رسمي للشعب عن الاضطراب الواسع النطاق في حياتهم”. وهددوا باللجوء إلى “كل السبل القانونية”، بما في ذلك تنظيم مسيرات على مستوى البلاد، وتقديم شكاوى إلى السلطات القضائية والهيئات التنظيمية الوطنية، ونشر هذه الأزمة على نطاق واسع في وسائل الإعلام، إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
هجوم مسلح على شركات تابعة للحرس الثوري في بلوشستان شرقي إيران
اشتعال حرب بلوشستان بين الحرس الثوري وجيش العدل: تطورات جديدة في الصراع الإيراني
ويعكس هذا الغضب الشعبي حالة الإحباط المتزايدة في بلوشستان، حيث يعاني السكان من نقص الخدمات الأساسية في ظل ارتفاع درجات الحرارة الصيفية القاسية. وتأتي أزمة المياه لتزيد الطين بلة على معاناتهم من انقطاع التيار الكهربائي اليومي والمستمر الذي دفعهم للخروج في مسيرات احتجاجية سابقة في مدن مختلفة، بما في ذلك أمام شركة كهرباء زابل.
وعود الحكومة الإيرانية
وعلى الرغم من وعود وزير الطاقة الإيراني باستكمال مشروع نقل المياه من تهلاب إلى زاهدان، والذي يهدف لتوفير 27 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، إلا أن هذا المشروع الذي بدأ في عام 1400 ولا يزال تحت إشراف مقر خاتم الأنبياء للحرس الثوري، لم يكتمل بعد. كما أن خطط نقل مياه البحر إلى الهضبة الإيرانية، المطروحة منذ تسعينيات القرن الماضي، لم ترَ النور حتى الآن.
ويشير السكان إلى أن مشكلة انقطاع الكهرباء ليست حكرًا على بلوشستان، بل تعاني منها معظم محافظات البلاد. إلا أن وطأتها تكون أشد في محافظة سيستان وبلوشستان الحارة والجافة، حيث تفشل مبردات المياه في توفير الراحة اللازمة في ظل درجات الحرارة المرتفعة والعواصف الترابية المتكررة.
استدعاء إمام سارافان، غيران تصعد ضد رجال الدين السنة في بلوشستان
الحرس الثوري الإيراني يعلن مقتل اثنين من أعضاء الباسيج في سارافان ببلوشستان
ويلقي المسؤولون المحليون في بلوشستان، كما هو الحال في مناطق أخرى، باللوم في نقص الطاقة على ارتفاع استهلاك الكهرباء. وقد هدد الرئيس التنفيذي لشركة توزيع الكهرباء في سيستان وبلوشستان بقطع التيار عن “العملاء ذوي الاستهلاك المرتفع جدًا”.
أزمة انقطاع الكهرباء
وتسببت أزمة انقطاع الكهرباء في تعطيل حياة الطلاب والمدارس في المحافظة، خاصة في شمالها، مما يعيق حضورهم للفصول الدراسية واستعدادهم للامتحانات.
وتحتل قضية نقص الكهرباء صدارة اهتمامات وزارة الطاقة الإيرانية، التي توقع وزيرها أن يصل العجز في الطاقة إلى 30 ألف ميغاواط هذا العام، مما أدى إلى تقنين مبكر للكهرباء المنزلية في أبريل/نيسان.