وجّه مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس الحارث، انتقادات شديدة اللهجة لمندوب دولة الإمارات العربية المتحدة، على خلفية الرسالة التي بعث بها الأخير إلى مجلس الأمن بتاريخ 29 أبريل 2025، والتي وصفها الحارث بأنها “مليئة بالمغالطات الجوهرية ومحاولات فاشلة للتنصل من المسؤولية الدولية”.
وفي رسالة رسمية إلى رئيس مجلس الأمن، أكد السفير الحارث أن المندوب الإماراتي أصبح متماهياً بالكامل مع مواقف مليشيا الدعم السريع، التي قال إنها “ترعاها بلاده”، مشيراً إلى جرائم وانتهاكات خطيرة ارتكبتها هذه المليشيا بحق المدنيين السودانيين.
واتهم الحارث المندوب الإماراتي بخرق الأعراف الدبلوماسية من خلال الإشارة إليه كممثل للجيش السوداني، وهو ما اعتبره مخالفة صريحة للمادة (2)-1 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على مبدأ المساواة في السيادة بين الدول الأعضاء. كما ذكّر الحارث بالدور التاريخي الذي لعبه الجيش السوداني في إنشاء القوات المسلحة الإماراتية.
وفي رده على مزاعم المندوب الإماراتي بعدم ورود إدانة للإمارات في التقرير النهائي لفريق الخبراء، أوضح السفير الحارث أن التقرير لم يحظَ بإجماع الفريق ولم يوقع عليه جميع أعضائه، مما يجرده من شرعية التمثيل الكامل، مؤكداً أن دولاً عدة داخل لجنة العقوبات أبدت تحفظات واضحة عليه.
كما استشهد الحارث بتقارير إعلامية وتحقيقات دولية موثوقة تثبت تورط الإمارات في تأجيج النزاع عبر إمداد مليشيا الدعم السريع بالأسلحة والمعدات، في خرق واضح للقرارات الدولية المتعلقة بالسودان.
من جانبه، توعد الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر، في منشور له على “فيس بوك”، بأن قادة المليشيا المتمردة ومنتسبيها، وكذلك الدول التي دعمتهم، سيُحاسبون على الجرائم التي ارتكبوها، لا سيما المجازر الوحشية بحق المدنيين في مدينة النهود.
وأضاف الإعيسر أن “إرادة الأمة ستنتصر، وسينال المجرمون ومن تواطأ معهم أشد العقاب”، مشيراً إلى أن المدن التي طالها الأذى ستعود آمنة مطمئنة كما استعادت القوات المسلحة السيطرة على مدني، والخرطوم، وبحري، والرهد، وغيرها.
وختم الإعيسر رسالته بالدعاء للشهداء والجرحى، والتأكيد على أن السودان سيتطهر قريباً من المليشيات والمرتزقة، قائلاً: “إن غداً لناظره قريب”.










