جدل واسع في ليبيا بعد تسريب لقاءات بين صدام حفتر و”الموساد الإسرائيلي”
أعادت تسريبات جديدة حول لقاءات جمعت نجل القائد العسكري الليبي خليفة حفتر، صدام، بمسؤولين في جهاز الموساد الإسرائيلي، إشعال الجدل حول علاقات التطبيع الخفية بين أطراف ليبية والكيان الصهيوني. هذه التطورات تأتي في سياق متصاعد من التوترات الإقليمية، وسط غضب شعبي عارم من الحرب المستمرة على غزة.
تفاصيل اللقاءات المثيرة للجدل
كشف الصحفي محمود المصراتي، المقرب من حفتر، في بث مباشر على فيسبوك عن حضور لقاء سري جمع صدام حفتر بمسؤولين إسرائيليين قبل أربع سنوات. وأوضح المصراتي أن العرض الإسرائيلي تضمن دعمًا عسكريًا وسياسيًا كاملاً مقابل إزاحة والده من السلطة، وهو ما رُفض -حسب روايته-
هذه الإفادات تعزز تقارير سابقة لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عام 2021، التي كشفت عن زيارة سرية لصدام حفتر إلى تل أبيب، حيث ناقش إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مقابل دعم والده في الانتخابات الرئاسية الليبي.
السياق التاريخي للعلاقات السرية
تشير وثائق مسربة من السفارة الأمريكية في لندن إلى تعاون استخباري ثلاثي بين الولايات المتحدة وإسرائيل وقوات حفتر، تم خلاله تدريب عناصر من “الجيش الوطني” الليبي في قواعد بالتشاد والكاميرون. هذا التعاون يفسر -وفق محللين- التنسيق الأمني المكثف في ملفات مثل مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود الجنوبية الليبية.
ردود الفعل الغاضبة والمطالبات بالتحقيق
أثارت التسريبات موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف مغردون اللقاءات بأنها “خيانة وطنية” و”تخابر مع العدو”. طالب نشطاء بفتح تحقيق رسمي مع صدام حفتر، مستحضرين سابقة إقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عام 2023 بسبب لقاء عابر مع نظيرها الإسرائيلي.
في المقابل، دافع مؤيدو حفتر عن الموقف بالقول إن “الرفض القاطع للعرض الإسرائيلي يثبت التزام القيادة بالمبادئ الوطنية”. إلا أن مراقبين يشككون في هذه الرواية، مستندين إلى تقارير عن اتصالات مستمرة بين الطرفين عبر قنوات سرية.
الأبعاد الجيوستراتيجية للصراع
يكتسب هذا الجدل أهمية خاصة في ظل التنافس الدولي على النفوذ في ليبيا، حيث تسعى إسرائيل -بحسب تقارير استخباراتية- لتأمين مصالحها في حوض البحر المتوسط الغني بالغاز الطبيعي. يعتقد خبراء أن الدعم الإسرائيلي قد يكون جزءًا من مخطط أوسع لخلق تحالف معادي لإيران يشمل دولًا عربية وأفريقية.
المشاريع المثيرة للجدل
كشفت وثيقة مسربة عن الأمم المتحدة عن مفاوضات حول مشروع إسرائيلي-أمريكي لتوطين لاجئين فلسطينيين من غزة في جنوب ليبيا، مقابل دعم مالي وعسكري لحفتر. هذا المشروع يفسر -جزئيًا- التصعيد الإعلامي الحالي ضد أي شكل من أشكال التطبيع.










