مرحبًا بكم في مطار بن غوريون، بوابة إسرائيل إلى العالم، حيث يُسوَّق المكان على أنه رمز للأمان والحداثة. في سوقه الحرة، تبيع إسرائيل الاستقرار، وتُغري زوارها بأضواء مبهرة وعلامات تجارية معروفة، وكأن هذا المطار هو معقل الأمان في منطقة مليئة بالاضطرابات. لكن خلف هذه الواجهة، لا يخلو المكان من القصة الأخرى.
في كل زاوية من مطار بن غوريون، تجده مشبعًا بشعارات وديكورات توحي بالتقدم والتطور. المطار يقال عنه أنه “من بين أكثر المطارات أمانًا في العالم”، ويعمل باستمرار على تجديد وتجهيز بنيته التحتية للتأكيد على صورة الحداثة والتطور.
إلا أن هذه الصورة المشعة تخفي خلفها الواقع المعقد. المطار الذي يمثل “نقطة انطلاق” للعديد من السياح والمسافرين من جميع أنحاء العالم، يجد نفسه في قلب لعبة سياسية معقدة.
مع مرور كل رحلة إلى تل أبيب أو مغادرتها، يظل هناك شعور غير معلن من عدم الأمان يلوح في الأفق، خاصة كلما جاء التهديد من الجنوب، حيث تطلق غزة صواريخها نحو إسرائيل.
قد لا يلاحظ الكثير من المسافرين، لكن الواقع يكشف عن شبكة معقدة من الكاميرات وأجهزة المراقبة التي تغطي كل زاوية في المطار. نعم، يُقال إن مطار بن غوريون هو أكثر الأماكن أمانًا في العالم، لكن خلف هذه الواجهة المبهرة، يُخفي المطار حقائق أخرى.
إذ يُقال أن هناك كاميرات أكثر من الركاب في بعض الأحيان، تتعقب كل حركة في المطار، وبالأخص في مناطق التفتيش، ما يجعل الشعور بالراحة والأمان أمرًا نسبيًا.
وعلى الرغم من ادعاء السلطات الإسرائيلية أن المطار هو نموذج للحداثة والسلامة، فإن هذه التكنولوجيا المتطورة والعديد من الإجراءات الأمنية تظهر أن “الأمن” هنا ليس مجرد شعور، بل ضرورة قصوى في مكان يواجه تهديدات مستمرة من أطراف معادية.
في الأوقات التي تتصاعد فيها التوترات في غزة أو جنوبي لبنان، يتحول هذا المطار إلى ساحة للذعر. صفارات الإنذار التي تُنذر بوجود تهديد صاروخي، تلزم المسافرين بالاختباء في الملاجئ، ويصبح هذا الصرح الكبير مركزًا لفوضى غير متوقعة.
ففي لحظات كهذه، يصبح “الأمان” مجرد وهم، وتظهر الحقيقة المخفية: أن هذا المكان، رغم كونه رمزا للتطور، لا يُعفى من التوترات المستمرة التي تحيط به.
وعندما تنطلق رحلة من مطار بن غوريون إلى أي وجهة في العالم، يصعب تجاهل الصور التي يتنقل بها الركاب: ابتسامات مزيفة تُخفى خلفها حيرة، وفي الأذهان تساؤلات عن المكان الذي يسافرون إليه وعن الواقع الذي يتركونه وراءهم.
يُروَّج لمطار بن غوريون كرمز للنجاح الإسرائيلي، فهو يُسوق على أنه دليل على أن “إسرائيل” دولة حديثة وذات استقرار أمني غير مسبوق. لكن الحقيقة أن هذا المكان هو مجرد جزء من السرد الكبير الذي تبني عليه إسرائيل صورتها في العالم.
فبينما يتم بيع فكرة الأمان والحداثة، تظهر الحقيقة المخفية التي تقول أن “الدولة التي لا تُقهر” ما زالت، في الواقع، تعيش في حالة تأهب دائم. مطار بن غوريون ليس مجرد نقطة عبور، بل هو أيضًا نقطة انطلاق للأكاذيب الكبرى التي تروج لها إسرائيل: الأكاذيب التي تبرز صورتها كدولة مستقرة وآمنة، في حين أن الواقع يعكس تمامًا العكس.
مطار بن غوريون هو أكثر من مجرد مكان للسفر، هو ساحة لتجسيد الكذب والخداع، فهو يقدم صورة زائفة عن الأمن والتقدم، بينما الحقيقة أن هذا المطار لا يمكن أن ينجو من الذعر والتوتر الذي يعيشه الشعب الإسرائيلي كلما شعرت حكومة الاحتلال بالخطر.










