لماذا تشترط الولايات المتحدة تخلص تركيا من منظومة “إس-400” لإتمام صفقة مقاتلات “إف-35″؟
العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة وتركيا
تشكل قضية اشتراط الولايات المتحدة على تركيا التخلص من منظومة الصواريخ الروسية “إس-400” كشرط مسبق لإتمام صفقة مقاتلات “إف-35” نقطة تحول مفصلية في العلاقات الثنائية بين الحليفين داخل حلف الناتو. تعود جذور هذا النزاع إلى عام 2017، حين وقعت أنقرة عقدًا مع روسيا لشراء المنظومة، ما أثار استياء واشنطن التي فرضت عقوبات بموجب قانون CAATSA.
المخاوف التكنولوجية: تهديد لقدرات التخفي
ترى الولايات المتحدة أن “إس-400” قد تمكّن موسكو من جمع بيانات حساسة عن قدرات التخفي للطائرة “إف-35″، مما يهدد سرية التكنولوجيا المتقدمة التي تعتمد عليها الطائرة. رادارات “إس-400” مثل “91N6E” و”96L6E” بإمكانها تتبع أهداف شبحية واحتمالية جمع بيانات أثناء التدريب تثير مخاوف جادة في البنتاغون.
الاعتبارات الجيوسياسية: خلل في تماسك الناتو
يتجاوز الخلاف الجانب التقني، ليشكل تحديًا استراتيجيًا لتحالف الناتو، حيث إن “إس-400” لا تتوافق مع أنظمة الدفاع المشتركة. ترى واشنطن أن شراء أنظمة روسية يتناقض مع الالتزامات الأمنية المشتركة داخل الحلف، ويمثل دعمًا لقطاع الدفاع الروسي في ظل تصاعد التوتر مع موسكو.
المسار التفاوضي: محاولات تركية للحل
قدمت أنقرة مقترحات متعددة مثل تخزين المنظومة تحت إشراف أمريكي أو تعطيلها تقنيًا، لكن واشنطن ظلت متمسكة بمطلب التخلص الكامل منها. في المقابل، شرعت تركيا في تطوير مقاتلتها الوطنية “كاهن” للحد من اعتمادها على التكنولوجيا الغربية.
الآثار الاقتصادية والعسكرية
خسرت تركيا استثمارات بمليارات الدولارات بعد إقصائها من برنامج “إف-35″، مما أثر على قدراتها الجوية واقتصادها الدفاعي. كما اضطرت الولايات المتحدة إلى إعادة توزيع تصنيع المكونات التركية، بتكاليف إضافية بلغت نحو 600 مليون دولار.
مستقبل العلاقات الدفاعية: سيناريوهات محتملة
ما زالت العقوبات سارية وتحتاج إلى موافقة الكونغرس لإلغائها. تُدرس حلول تقنية وسطى، لكن يبقى الموقف الأمريكي متشددًا في حماية أسرار “إف-35”. تمثل الأزمة اختبارًا للعلاقة بين الحليفين، في ظل إعادة تشكيل خارطة التحالفات الدولية.










