اللواء سمير فرج: مصر لم تتخل عن السيادة على تيران وصنافير والحديث عن قاعدة أمريكية محض افتراء
نفى اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي البارز، الشائعات المتداولة حول تخلي مصر عن السيادة على جزيرتي تيران وصنافير، مؤكداً أن مصر “مازالت موجودة ومسيطرة على الجزيرتين ولم تتزحزح منذ 80 عاماً”. كما شدد على أن الحديث عن طلب المملكة العربية السعودية إنشاء قاعدة أمريكية على الجزيرتين “عارٍ تماماً من الصحة” وأضاف أنه “إن وُجد سيُقابل بالرفض” من الجانب المصري.
تفاصيل تصريحات اللواء سمير فرج
في تصريحات خاصة أدلى بها اللواء سمير فرج، أكد أن الوجود المصري على جزيرتي تيران وصنافير مستمر دون انقطاع منذ عقود طويلة. وقال في هذا الصدد: “الجزيرتان تحت السيادة المصرية الكاملة منذ أكثر من ثمانية عقود، ولم يتغير هذا الوضع على الإطلاق رغم كل الشائعات المتداولة في الفترة الأخيرة”.
وأضاف فرج: “التواجد العسكري المصري على الجزيرتين مستمر، وهناك قوات مصرية متواجدة هناك لتأمين المنطقة بالكامل، خاصة أن الجزيرتين تتمتعان بموقع استراتيجي حيوي يتحكم في مدخل خليج العقبة”.
وفيما يتعلق بالشائعات المتداولة حول طلب السعودية إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على الجزيرتين، أكد اللواء سمير فرج أن هذه الأنباء “عارية تماماً من الصحة ولا أساس لها من الواقع”، مشدداً على أن “مصر لن تسمح بأي وجود عسكري أجنبي في هذه المنطقة الاستراتيجية الحساسة”.
وتابع قائلاً: “حتى لو وُجد مثل هذا الطلب، فإنه سيُقابل بالرفض القاطع من الجانب المصري، لأن ذلك يمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر”.
الأهمية الاستراتيجية لجزيرتي تيران وصنافير
تكمن الأهمية الاستراتيجية لجزيرتي تيران وصنافير في موقعهما الجغرافي الحساس، حيث تقعان عند مدخل خليج العقبة، مما يجعلهما نقطتين حاكمتين للملاحة البحرية في المنطقة.
الدكتور حسام مؤنس، أستاذ العلاقات الدولية، يوضح: “الموقع الاستراتيجي للجزيرتين يمنح من يسيطر عليهما القدرة على التحكم في حركة الملاحة إلى موانئ إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية، وهو ما يعطيهما أهمية استثنائية في المعادلة الأمنية للمنطقة بأكملها”.
وأضاف: “السيطرة على الجزيرتين تعني التحكم في مضيق تيران، وهو ممر مائي دولي ذو أهمية كبيرة للتجارة العالمية والأمن الإقليمي، ولذلك فإن مصر حريصة على ضمان استمرار سيطرتها على هذه المنطقة الحيوية”.
مهندس الملاحة البحرية عادل عبد الرحمن يشير إلى أن: “جزيرة تيران تبلغ مساحتها حوالي 80 كيلومتراً مربعاً، بينما تبلغ مساحة جزيرة صنافير حوالي 33 كيلومتراً مربعاً، ويفصل بينهما مضيق تيران الذي يبلغ عرضه حوالي 5.5 كيلومتر، مما يعطيهما قيمة استراتيجية هائلة”.
التاريخ المتنازع عليه للجزيرتين
تعود قصة النزاع على جزيرتي تيران وصنافير إلى عقود طويلة، وقد شهدت العديد من المحطات التاريخية المهمة.
يقول الدكتور محمد صفوت، أستاذ التاريخ: “كانت الجزيرتان غير مأهولتين لفترات طويلة من التاريخ، وبدأ الاهتمام بهما مع اكتشاف أهميتهما الاستراتيجية في القرن العشرين، خاصة مع ظهور دولة إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي”.
وأضاف: “في عام 1950، أعلنت السعودية أن الجزيرتين تابعتان لها، لكن مصر وضعت قوات عسكرية عليهما في عام 1955 بموافقة السعودية لحمايتهما من أي تهديد إسرائيلي محتمل”.
ويشير المؤرخ أحمد رفعت إلى أن: “إغلاق مصر لمضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية في عام 1967 كان أحد الأسباب المباشرة لحرب يونيو، وبعد المعاهدة المصرية الإسرائيلية عام 1979، أصبحت الجزيرتان منطقة منزوعة السلاح تحت إشراف قوات دولية، مع استمرار التواجد المصري المدني عليهما”.
الموقف الرسمي المصري والسعودي
على الرغم من الجدل الذي أثير في السنوات الأخيرة حول ملكية الجزيرتين، يبدو أن الموقف الرسمي لكلا البلدين لا يزال غامضاً بعض الشيء.
الدكتور عبد المنعم سعيد، خبير العلاقات الدولية، يقول: “العلاقات المصرية السعودية في هذا الملف تتسم بالتعاون والتنسيق، ولا تزال هناك ترتيبات مشتركة بين البلدين فيما يتعلق بإدارة الجزيرتين والمياه المحيطة بهما”.
وأضاف: “ما أكده اللواء سمير فرج يتماشى مع الموقف المصري الثابت بأن أي ترتيبات تخص الجزيرتين لا يمكن أن تتم دون موافقة مصرية، خاصة فيما يتعلق بالنواحي الأمنية والعسكرية”.
من جانبه، يرى السفير محمد الشاذلي، الخبير الدبلوماسي، أن “التصريحات الأخيرة تعكس حرص مصر على تأكيد دورها في المنطقة، وعلى أنها لا تزال لاعباً رئيسياً لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات إقليمية”.
تداعيات الوضع الحالي على الأمن الإقليمي
تؤكد تصريحات اللواء سمير فرج على أهمية استمرار التواجد المصري على الجزيرتين لضمان الأمن الإقليمي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.
الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، يعلق: “الوضع الراهن في البحر الأحمر يشهد تنافساً دولياً وإقليمياً محموماً، وهناك محاولات من قوى دولية وإقليمية للحصول على موطئ قدم في هذه المنطقة الاستراتيجية”.
وأضاف: “تأكيد استمرار السيطرة المصرية على الجزيرتين يأتي في إطار حرص مصر على حماية مصالحها الاستراتيجية وتأمين خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر والذي يعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية”.
اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، يشير إلى أن “أي وجود عسكري أجنبي في هذه المنطقة سيكون له تداعيات خطيرة على الأمن القومي المصري والعربي، ولذلك فإن تأكيد اللواء سمير فرج على رفض مصر لأي قواعد عسكرية أجنبية في هذه المنطقة يعكس الرؤية الاستراتيجية المصرية”.










