انفجار عنيف مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، اليوم الأحد، بعد سقوط صاروخ أطلق من اليمن، في اختراق كبير لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب تلقيه تقارير عن سقوط مقذوف في وسط إسرائيل، وذلك بعد وقت قصير من إعلانه رصد صاروخ قادم من اليمن ومحاولة اعتراضه. لكن وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها “القناة 13″، أفادت بسقوط الصاروخ مباشرة في مطار بن غوريون، وبثت لقطات فيديو تظهر تصاعد دخان كثيف من منطقة المطار.
ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب والعديد من المستوطنات في وسط البلاد عقب الإطلاق، وأكد شهود عيان سماع دوي انفجار قوي في أنحاء القدس ومحيط المطار الساحلي. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رئيس لجنة موظفي هيئة الطيران في دولة الاحتلال أن الصاروخ سقط قرب مبنى الركاب رقم “3”.
واعترف الجيش الإسرائيلي رسمياً بفشله في اعتراض الصاروخ اليمني. وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس ومستوطنات بالضفة الغربية نتيجة لإطلاق الصاروخ، مؤكدة فشل الأنظمة الجوية في التصدي له.
وتسبب سقوط الصاروخ في حالة من الذعر والهلع، حيث أفادت تقارير بفرار ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن منظومات الدفاع الجوي أطلقت صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ، إلا أنها لم تتمكن من إصابته.
وعقب الحادث، تقرر تعليق حركة القطارات مؤقتًا في محطة مطار بن غوريون وعلى الخطوط المتجهة إلى القدس. كما أفادت “القناة 12” الإسرائيلية بعودة طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية إلى الهند قبل هبوطها في مطار بن غوريون خشية المخاطر.
وكشفت القناة أن الرأس الحربي للصاروخ اليمني كان “كبيراً للغاية”، مما تسبب في موجة انفجارات هائلة، وأن الصاروخ تمكن من تجاوز أربع طبقات للدفاع الجوي الإسرائيلي قبل أن يسقط في قلب المطار. وتتصاعد المخاوف في إسرائيل من أن تقرر شركات طيران دولية تعليق رحلاتها إلى مطار بن غوريون بسبب هذا الاستهداف.
وعلى خلفية هذا التطور، تقرر تأجيل اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) إلى الساعة 19:00 مساء اليوم.
من جهتها، تبنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن العملية، حيث أعلن الناطق العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، تنفيذ “عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة”. كما حذر سريع شركات الطيران العالمية من التوجه إلى مطار بن غوريون، مؤكداً أنه “غير آمن”.
وعلق مسؤول بارز في جماعة أنصار الله، علي البخيتي، قائلاً: “لقد أثبتنا أننا قادرون على التغلب على السمعة العسكرية للولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا. إن الهجوم على مطار بن جوريون هو دليل على أننا قادرون على ضرب المواقع المحمية في إسرائيل”.
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصعيد جماعة الحوثي لهجماتها على إسرائيل وعلى السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأثار فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي للصاروخ اليمني تساؤلات وانتقادات واسعة. وعلق المراسل العسكري الإسرائيلي، نوعام أمير، قائلاً: “هل من الممكن أن الألمان يرون هذا الإخفاق ويفكرون مجددًا فيما إذا كانوا سيشترون منظومة حيتس؟”.
كما استذكر المحلل العسكري الإسرائيلي، أمير بوحبوط، تحقيق الجيش حول الفشل في مواجهة مقاتلي القسام خلال الهجوم على “زيكيم”، قائلاً: “سلاح البحرية فشل في الدفاع عن شاطئ زيكيم… لا يجوز تزوير التاريخ!”. وعلى إثر هذا الاختراق، أعلنت قيادة منظومات الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي عن فتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الفشل في اعتراض الصاروخ اليمني.










