ناشد سبعة بحارة مصريين عالقين على متن ناقلة النفط “PETRO 1” في عرض البحر قبالة سواحل الشارقة بالإمارات، القنصلية المصرية في دبي بسرعة التدخل لإنقاذهم بعد أشهر من المعاناة.
وفقا للبيان الذي نشره الطاقم على موقع فيسبوك، لا يزال هؤلاء البحارة عالقين في البحر منذ أكثر من 100 يوم دون السماح لهم بالرسو أو دخول الميناء بسبب “خلافات مع مالك السفينة وشركة التشغيل”.
وأشار الطاقم إلى أنهم لا يعرفون الأسباب الرسمية وراء منعهم من الدخول إلى الميناء، رغم أنهم التزموا بكافة الإجراءات البحرية. وأكد البحارة أن أوضاعهم على متن السفينة قد تدهورت بشكل كبير في الجوانب المعيشية والصحية والنفسية، في ظل غياب أي توضيحات من الوكيل الملاحي “Lulu Marine” أو الجهات المختصة.
وتتكون طاقم السفينة من سبعة بحارة وهم: “محمد نبيل عبد المنعم، محمود فتحي عبد القادر، حسام محمد محمود، محمد حسن المتولي، ياسر رجب بشير حرب، سامح عبد العظيم الدسوقي، والسيد علي صالح إبراهيم”.
السفينة، ترفع علم بنما والمملوكة لشركة “PETROFLEET FZC” الإماراتية، والمدارة من قبل “LUNA SHIPPING LLC”، حيث تظل السفينة متوقفة قبالة سواحل الشارقة منذ يناير الماضي.
وضع السفينة وحالة الطاقم:
وفقا لبيانات موقع MyShipTracking المختص بتتبع السفن، كانت ناقلة النفط قد أبحرت من ميناء عجمان في 15 يناير 2025، ومن ثم قامت بتعديل وجهتها وعادت إلى نفس الميناء في 21 يناير، حيث توقفت منذ أكثر من 105 أيام. وتظهر بيانات الرحلة أن السفينة قد قامت برحلة دائرية خلال 5 أيام فقط، قطعت خلالها 25.67 ميل بحري بسرعة متوسطة بلغت 3.9 عقدة.
وقال القبطان محمد نبيل عبد المنعم، أحد أفراد الطاقم، إن السفينة كانت قد غادرت ميناء عجمان في نهاية يناير بعد إجراء صيانة شاملة، إلا أن عطلا مفاجئا في المحرك أجبرهم على التوقف. وبعد ذلك، حاولوا إصلاح العطل من خلال إلقاء المخطاف في البحر، وهو ما اعتبرته سلطات خفر السواحل في الشارقة مخالفة.
وأوضح القبطان أنه بالرغم من تقديم جوازات السفر للسلطات الإماراتية، لم تكن لديهم التراخيص ومستندات ملكية السفينة، مما دفعهم إلى مغادرة المياه الإقليمية الإماراتية. ولكنهم تعرضوا لسلسلة من الأعطال في المحرك، مما دفع المالك إلى توجيههم نحو موانئ في عمان واليمن، إلا أنهم فوجئوا برفض ميناء خالد استقبال السفينة في 30 مارس الماضي بسبب عدم التواصل من قبل مالك السفينة مع سلطات الميناء.
الظروف المعيشية والإنسانية:
وصف القبطان الأوضاع المعيشية على متن السفينة بأنها “كارثية”، مشيرا إلى غياب المياه الصالحة للشرب وتوقف إمدادات الطعام، مما اضطر الطاقم لشرب مياه ملوثة من تنكات الصدأ على متن السفينة. وأضاف أن هذه المياه تسببت في إصابة أحد البحارة بالإكزيما. كما تعطلت جميع مولدات الكهرباء، بما في ذلك مولد الطوارئ، مما أدى إلى انقطاع الإنارة لعدة أيام. ولم يجد الطاقم سوى الكشافات للإنارة، حيث لجأوا إلى توجيه إشارات ضوئية للسفن المارة لتفادي الاصطدام بها.
وقد ذكر القبطان عبد المنعم أن الشركة المالكة للسفينة قطعت عنهم خدمة الإنترنت بعد نشرهم نداء استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعترضت الشركة على “إفشاء الوضع”. كما نقل عن أحد أفراد الطاقم قوله إن مالك السفينة خاطبهم قائلا “أنتم تسرعتم، وكان لدي حل، لكن لن أتدخل بعد ما فعلتموه”.
الشركة المالكة والتحديات القانونية:
شركة “Petrofleet Tankers Management and Oil Trading” هي المالكة للسفينة، وهي تعمل في مجال إدارة وتشغيل ناقلات النفط وتقديم خدمات التأجير البحري، ويقع مقرها التشغيلي في دبي. وتتحمل الشركة مسؤولية الصيانة الفنية وإدارة طواقم السفن، بالإضافة إلى تنظيم عمليات الرسو والإصلاح.
فيما يتعلق بالتحديات القانونية، تتواصل محاولات الطاقم للحصول على دعم من السلطات المصرية في دبي، إذ يعتبرون أن وضعهم قد وصل إلى مرحلة خطيرة في ظل استمرار تدهور الأوضاع على متن السفينة.
المناشدة للسلطات المصرية:
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، يناشد الطاقم المصري العالق على متن السفينة “PETRO 1” القنصلية المصرية في دبي للتدخل الفوري لإنقاذهم وضمان عودتهم سالمين إلى أرض الوطن.










