في توقيت يثير التساؤلات، وبعد انقطاع دام نحو عام عن منصات التواصل، عاد الناشط المصري وائل غنيم للظهور مجددًا عبر رسالة مطوّلة نشرها على حسابه في موقع “إكس” (تويتر سابقًا)، تضمنت مقطع فيديو ظهر فيه ملتحيًا بهيئة أقرب إلى دعاة التوبة، وافتتحها بـ”بسم الله الرحمن الرحيم” و”السلام عليكم ورحمة الله”.
أكثر ما أثار الجدل في الرسالة لم يكن مضمونها الوعظي أو الإيماني، بل ما تضمّنته من اعتذار صريح ومفصل إلى المستشار تركي آل الشيخ، المسؤول السعودي النافذ، بسبب تغريدات سابقة وصفها غنيم بـ”المسيئة”، مبرّرًا سلوكه حينها بتعاطي المخدرات وتدهور حالته النفسية.
وقال غنيم إنه قضى خمسة أشهر في “عزلة لمحاسبة النفس”، وأرفق رسالته بفيديو يناشد فيه أن تصل كلماته إلى آل الشيخ، داعيًا له بـ”الحفظ والتوفيق”، ومقرًا بأنه كان “طعّانًا ولعّانًا وفاحشًا وبذيئًا”، على حد تعبيره.
وفيما امتلأت الرسالة بمفردات التوبة والندم والاستعطاف، غاب تمامًا أي تعليق من وائل غنيم عن القضايا الكبرى التي تمر بها مصر من أزمات اقتصادية طاحنة، أو عن المذبحة المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.
رسالة غنيم التي حملت في طياتها الكثير من الانكسار، وُصفت من قبل بعض المتابعين بأنها تمثل “ذروة الانسلاخ عن أي خطاب ثوري”، بينما اعتبرها آخرون “محاولة مكشوفة لاسترضاء السلطة الخليجية وفتح باب العودة للضوء من جديد”.
ويبقى السؤال: لماذا اختار وائل غنيم هذا التوقيت بالذات؟ وما الذي يدفع أحد رموز “يناير” السابقين لأن ينشر خطاب استرحام بهذا الشكل في لحظة يُذبح فيها الناس في غزة وتئن فيها مصر من أوجاعها؟