ترامب يعلن هدنة مع الحوثيين وغراهام يحذر إيران ويدعو إسرائيل لتوجيه ضربة قاسية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن بعد توصل البلدين إلى اتفاق هدنة، في حين دعا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إسرائيل إلى حماية نفسها ووجه تحذيرات شديدة لإيران بشأن دعمها المستمر للجماعات المسلحة في المنطقة.
ترامب يعلن وقف الضربات ضد الحوثيين
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستوقف قصف الحوثيين في اليمن بعد موافقة الجماعة المدعومة من إيران على وقف مهاجمة الممرات البحرية المهمة في الشرق الأوسط. وقال ترامب خلال لقائه برئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المكتب البيضاوي: “لقد أبلغنا الحوثيون أنهم لا يريدون القتال بعد الآن”، مضيفاً “قالوا من فضلكم لا تقصفونا بعد الآن ونحن لن نهاجم سفنكم، وسأقبل كلمتهم، وسنوقف قصف الحوثيين فوراً”.
وكشفت مصادر مطلعة لشبكة CNN أن مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف عمل مع العمانيين خلال الأسبوع الماضي للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين. وأشارت المصادر إلى أن وقف إطلاق النار يهدف أيضاً للمساعدة في بناء زخم في محادثات إيران النووية التي تتوسط فيها عُمان، والتي يقودها ويتكوف أيضاً نيابة عن إدارة ترامب.
موقف الحوثيين وتأكيد استمرار استهداف إسرائيل
بينما اتفق الحوثيون على وقف هجماتهم على السفن الأمريكية، أكدوا استمرار هجماتهم على إسرائيل. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن واشنطن لم تُطلع تل أبيب مسبقاً على الإعلان، وأن إسرائيل فوجئت به.
وأعلنت سلطنة عمان أنها توسطت في صفقة وقف إطلاق النار التي بموجبها لن يستهدف أي من الطرفين الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وقد بدأ الحوثيون باستهداف السفن في البحر الأحمر التي يعتقدون أن لها روابط مع إسرائيل بعد فترة وجيزة من بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
غراهام يدعو إسرائيل للرد ويحذر إيران
في أعقاب إعلان ترامب، نشر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أحد أبرز المؤيدين للرئيس ترامب في مجلس الشيوخ الأمريكي، منشوراً على منصة إكس (تويتر سابقاً) دعا فيه إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد هجمات الحوثيين، مشيراً إلى أن استمرار هجمات الحوثيين على إسرائيل سيكون على حساب إيران نفسها.
وكتب غراهام: “بالنسبة لاستمرار الحوثيين في مهاجمة إسرائيل – فإنهم يفعلون ذلك على حساب إيران نفسها. بدون إيران، لا يملك الحوثيون القدرة على مهاجمة أمريكا أو الشحن الدولي أو إسرائيل”. وأضاف: “لأصدقائي في إسرائيل، افعلوا ما عليكم فعله لحماية مجالكم الجوي وشعبكم. لقد حان الوقت للنظر في ضرب إيران بقوة. لن يتطلب الأمر الكثير لإخراج إيران من أعمال النفط”.
مواقف إسرائيلية ويمنية من الاتفاق
وفقاً لمصادر إسرائيلية، فوجئت الحكومة الإسرائيلية بإعلان ترامب، حيث لم تتلق إخطاراً مسبقاً بالاتفاق. ويأتي هذا التطور بعد قيام إسرائيل باستهداف مواقع حوثية في اليمن خلال اليومين الماضيين، رداً على هجوم بصاروخ باليستي على مطار بن غوريون الإسرائيلي يوم الأحد.
من جانبها، اعتبرت حكومة جنوب اليمن المعترف بها دولياً أن “الحوثيين استسلموا وهُزموا”، واصفة ذلك بأنه “فرصة لا يجب تفويتها لاستعادة المبادرة ووضع حد لغطرسة الحوثيين”. وأكد وزير الإعلام اليمني أن “استسلام الحوثيين لم يكن خياراً طوعياً بل نتيجة ضغط مؤلم”، مشيراً إلى أن “الضربات التي دمرت مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة ومنشآت الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة كانت فعالة”.
تداعيات الاتفاق على المنطقة
يأتي هذا الاتفاق في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حيث أشارت مصادر إلى أن وقف إطلاق النار مع الحوثيين يهدف أيضاً للمساعدة في بناء زخم في المحادثات النووية مع إيران التي تتوسط فيها عُمان.
كما ألمح ترامب إلى تطور كبير في المنطقة، قائلاً: “قبل أن أتوجه إلى السعودية والإمارات وقطر، ليلة الاثنين، سيكون لدينا إعلان كبير جداً. الأكبر الذي يمكنك تخيله… لن أخبرك بما هو، لكنه إيجابي. إيجابي جداً”.
مستقبل الصراع
يُظهر هذا التطور استراتيجية جديدة للإدارة الأمريكية في التعامل مع الصراعات الإقليمية، حيث يسعى ترامب إلى تحقيق انفراجات دبلوماسية قبل زيارته المرتقبة للمنطقة. وبينما يبدو أن الاتفاق يهدف إلى تأمين الممرات البحرية الدولية، فإن استمرار الحوثيين في استهداف إسرائيل يشير إلى أن التوترات في المنطقة ما زالت مستمرة، مع تحذيرات من تصعيد محتمل ضد إيران التي تُتهم بدعم الجماعات المسلحة في المنطقة.











