تشهد المنطقة أسوأ مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان منذ عقدين، مما يهدد بتعطيل إمدادات الأرز البسمتي إلى المملكة العربية السعودية، المكون الأساسي في طبق الكبسة الشهير. بدأت الأزمة مع شن الهند هجومًا صاروخيًا على مواقع داخل باكستان والشطر الباكستاني من كشمير، مما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى، وتبعه إغلاق للمجال الجوي وتوقف للتبادل التجاري بين البلدين اللذين يعدان المصدرين الرئيسيين للأرز البسمتي في العالم.
التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يهدد التجارة الإقليمية
شنّت الهند في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي هجومًا صاروخيًا على مواقع في باكستان والشطر الباكستاني من كشمير، تلاه تبادل إطلاق نار كثيف، مما أسفر عن 26 قتيلاً في الجانب الباكستاني و15 في الطرف الهندي، في أخطر مواجهة عسكرية بين البلدين منذ عقدين
وشملت الضربات الهندية استهداف إقليم البنجاب الأكثر كثافة سكانية في باكستان لأول مرة منذ الحرب الشاملة الأخيرة بين البلدين قبل أكثر من 50 عامًا، مما أثار مخاوف من تصاعد الأعمال القتالية في واحدة من أخطر المناطق المضطربة في العالم.
وتعود أسباب هذا التصعيد إلى هجوم إرهابي وقع في 22 أبريل الماضي وأودى بحياة 26 سائحًا في منطقة باهالغام في الجزء الهندي من كشمير.
وقد حمّلت الهند باكستان المسؤولية عن الهجوم، وأكدت أن ضرباتها استهدفت “معسكرات إرهابية” محددة بعناية. من جانبها، قالت باكستان إن الهند “أشعلت جحيمًا في المنطقة”، وإنها سترُدّ “في الوقت والمكان والطريقة التي تختارها”.
ودخل الصراع مرحلة جديدة عندما أعلنت باكستان إسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، وأغلقت المجال الجوي في محيط مدينة لاهور شمال البلاد ومدينة كراتشي الساحلية.كما أعلن مجلس الوزراء الباكستاني أن الهجمات الصاروخية الهندية على الأراضي الباكستانية تعد عملًا حربيًا، وكلف الجيش بالرد.
تأثير الصراع على تجارة الأرز البسمتي
تعتبر الهند وباكستان المنتجين الرئيسيين لمحصول الأرز البسمتي في العالم، وتعدّ السعودية من أكبر مستوردي الأرز البسمتي الهندي والباكستاني، حيث يصل متوسط استهلاك الفرد في المملكة من الأرز حيث يشكل الأرز جزءًا مهمًا من الأطباق التقليدية، وعلى رأسها الكبسة السعودية.
وتسيطر الهند على نحو 40% من تجارة الأرز العالمية، وقد بلغت صادرات الأرز الهندي في الفترة من أبريل إلى أكتوبر 2024 نحو 6.171 مليار دولار، بزيادة 5.27% على أساس سنوي.
ويأتي هذا الصراع المسلح في وقت حساس بالنسبة لتجارة الأرز البسمتي، حيث شهدت الأشهر الماضية صراعًا آخر بين البلدين حول ملكية علامة “أرز بسمتي” التجارية.
فبينما تسعى الهند للحصول على اعتراف دولي به كمنتج وطني، تعارض باكستان ذلك بشدة باعتباره جزءًا من تراث مشترك.
وقد حققت باكستان مؤخرًا انتصارًا في هذا الملف عندما اعترفت نيوزيلندا وأستراليا رسميًا بالأرز البسمتي كمنتج باكستاني، ومن المتوقع أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا مشابهًا لصالح باكستان.
التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يهدد التجارة الإقليمية
شنّت الهند في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي هجومًا صاروخيًا على مواقع في باكستان والشطر الباكستاني من كشمير، تلاه تبادل إطلاق نار كثيف، مما أسفر عن 26 قتيلاً في الجانب الباكستاني و15 في الطرف الهندي، في أخطر مواجهة عسكرية بين البلدين منذ عقدين.
وشملت الضربات الهندية استهداف إقليم البنجاب الأكثر كثافة سكانية في باكستان لأول مرة منذ الحرب الشاملة الأخيرة بين البلدين قبل أكثر من 50 عامًا، مما أثار مخاوف من تصاعد الأعمال القتالية في واحدة من أخطر المناطق المضطربة في العالم.
وتعود أسباب هذا التصعيد إلى هجوم إرهابي وقع في 22 أبريل الماضي وأودى بحياة 26 سائحًا في منطقة باهالغام في الجزء الهندي من كشمير.
وقد حمّلت الهند باكستان المسؤولية عن الهجوم، وأكدت أن ضرباتها استهدفت “معسكرات إرهابية” محددة بعناية، من جانبها، قالت باكستان إن الهند “أشعلت جحيمًا في المنطقة”، وإنها سترُدّ “في الوقت والمكان والطريقة التي تختارها”.
ودخل الصراع مرحلة جديدة عندما أعلنت باكستان إسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، وأغلقت المجال الجوي في محيط مدينة لاهور شمال البلاد ومدينة كراتشي الساحلية. كما أعلن مجلس الوزراء الباكستاني أن الهجمات الصاروخية الهندية على الأراضي الباكستانية تعد عملًا حربيًا، وكلف الجيش بالرد.
تأثير الصراع على تجارة الأرز البسمتي
تعتبر الهند وباكستان المنتجين الرئيسيين للأرز البسمتي في العالم، وتسيطر الهند على نحو 40% من تجارة الأرز العالمية.
من المرجح أن تؤدي الاضطرابات الحالية بين الهند وباكستان إلى تقلبات في أسعار الأرز البسمتي في السوق السعودية. وقد سبق أن شهدت أسعار الأرز البسمتي الهندي تغيرات كبيرة نتيجة للسياسات التجارية الهندية، فقد فرضت الهند في السابق حدًا أدنى لسعر تصدير الأرز البسمتي بلغ 1200 دولار للطن، ثم خفضته إلى 950 دولارًا للطن، قبل أن تلغيه مؤخرًا
ويُهيمن الأرز العادي على صادرات الأرز الهندي، فيما يشكل الأرز البسمتي نحو ثلث إجمالي الصادرات.
وتهيمن الهند على نحو 40% من تجارة الأرز العالمي، وتعد دول مثل السعودية والإمارات والعراق من أبرز مشتري الأرز الهندي بأنواعه المختلفة.
وقد بلغت صادرات الأرز الهندي في الفترة من أبريل إلى أكتوبر 2024 نحو 6.171 مليار دولار، بزيادة 5.27% على أساس سنوي.
ويأتي هذا الصراع المسلح في وقت حساس بالنسبة لتجارة الأرز البسمتي، حيث شهدت الأشهر الماضية صراعًا آخر بين البلدين حول ملكية علامة “أرز بسمتي” التجارية. فبينما تسعى الهند للحصول على اعتراف دولي به كمنتج وطني، تعارض باكستان ذلك بشدة باعتباره جزءًا من تراث مشترك.
وقد حققت باكستان مؤخرًا انتصارًا في هذا الملف عندما اعترفت نيوزيلندا وأستراليا رسميًا بالأرز البسمتي كمنتج باكستاني، ومن المتوقع أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا مشابهًا لصالح باكستان.
تهديد إمدادات الأرز البسمتي إلى المملكة والخليج
تُعدّ السعودية من أكبر مستوردي الأرز البسمتي الهندي والباكستاني، حيث يصل متوسط استهلاك الفرد في المملكة من الأرز إلى 45.77 كيلوغرامًا سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 50 كيلوغرامًا خلال الأعوام القادمة.
وتُعتبر سوق الأرز بالمملكة من أهم قطاعات صناعة الأغذية في البلاد، مدفوعة بالاستهلاك المحلي، حيث يشكل الأرز جزءًا مهمًا من الأطباق التقليدية، وعلى رأسها الكبسة.
وقد تؤدي المواجهة العسكرية الحالية بين الهند وباكستان إلى تعطيل سلاسل التوريد وإمدادات الأرز البسمتي إلى المملكة من خلال عدة عوامل:
- إغلاق المجال الجوي الباكستاني وتعليق الرحلات من وإلى المناطق المتأثرة بالصراع
- إغلاق الحدود وتعليق التجارة بين الهند وباكستان كجزء من التصعيد.
- تأثر الإنتاج في مناطق الصراع، خاصة في إقليم البنجاب الذي يعتبر سلة الغذاء للبلدين.
- احتمال ارتفاع أسعار الأرز البسمتي بسبب نقص الإمدادات أو زيادة تكاليف الشحن.
استراتيجية السعودية لمواجهة التحديات
في ظل هذه التطورات، اتخذت المملكة العربية السعودية عدة خطوات لتنويع مصادر استيراد الأرز وضمان استقرار الإمدادات:
- تحفيز القطاع الخاص لاستيراد الأرز الكمبودي في خطوة تزيد من انتشار هذا المنتج في السوق المحلية مع بقية الأنواع الأخرى المستوردة من عدة دول.
- زيادة واردات المملكة من الأرز الباكستاني إلى 20% من احتياجاتها الإجمالية، لتوفير المزيد من المنتج في السوق المحلية وتحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن الغذائي.
- تنفيذ استراتيجيات متعددة لتعزيز الأمن الغذائي ضمن رؤية 2030، تشمل تطوير الزراعة المستدامة وتحسين تقنيات الري وزيادة كفاءة استخدام المياه










