التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، نظيره الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الروسية موسكو، على هامش احتفالات الذكرى الثمانين ليوم النصر، الذي يحيي هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية. وأكد السيسي خلال اللقاء على دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ للمدنيين.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن السيسي شدد خلال الاجتماع على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ودعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، فضلاً عن الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لمواجهة الكارثة المستمرة هناك.
وأضاف الشناوي أن الرئيس المصري رحب بإجراءات الإصلاح التي أعلنها الرئيس عباس مؤخراً، مؤكداً أهمية تنفيذها على نحو كامل، واستكمال الخطوات الضرورية لتحقيق التهدئة ووقف نزيف الدم الفلسطيني.
من جانبه، ثمّن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدور المصري المستمر في دعم القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن عدد ضحايا العدوان في غزة يتجاوز المئة قتيل يومياً. ودعا عباس إلى تسريع جهود التهدئة، والإفراج عن الرهائن، وإلى توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مذكّراً بأن 149 دولة حول العالم باتت تعترف بها، معرباً عن أمله في اعتراف الدول الأوروبية المتبقية والولايات المتحدة.
وأكد عباس أهمية التنسيق مع مصر لدعم تحركات السلطة في الأمم المتحدة، خصوصاً قبل الاجتماع المقرر في نيويورك في 18 يونيو المقبل لدعم حل الدولتين.
كما استعرض عباس الوضع المالي الصعب للسلطة الفلسطينية، كاشفاً أن إسرائيل تحتجز نحو ملياري دولار من أموال المقاصة الفلسطينية، وداعياً القمة العربية المقبلة في العراق إلى تبني موقف قوي لمعالجة هذه الأزمة.
وشدد الجانبان على أهمية تنفيذ خطة الإعمار الفلسطينية-المصرية-العربية في قطاع غزة، مع تأكيد رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو فرض وصاية خارجية. كما بحثا سبل تعزيز التعاون في المحافل الدولية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية وتحقيق سلام عادل وشامل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأشار عباس إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بعد إغلاق المعابر منذ الثاني من مارس الماضي، مطالباً بإدخال عاجل للمساعدات من غذاء ودواء ووقود لإنقاذ المدنيين من كارثة إنسانية متفاقمة.
يأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، واستمرار التحركات السياسية والديبلوماسية الهادفة لوقف إطلاق النار. ويعكس اللقاء في موسكو، على هامش الاحتفالات الروسية بيوم النصر، أهمية الدور المصري في القضية الفلسطينية في لحظة إقليمية ودولية حرجة.