كشفت تطورات الأزمة العسكرية الأخيرة بين الهند وباكستان عن تحول لافت في سياسات إيران الإقليمية، حيث تتعزز التعاونات العسكرية بين طهران ونيودلهي رغم التاريخ الطويل للدعم الإيراني لإسلام آباد في حروبها السابقة ضد الهند.
تعاون دفاعي متصاعد: مناورات بحرية واتفاقيات أمنية
مشاركة إيرانية في مناورات “ميلان 2024”: شاركت المدمرة الإيرانية “دينا” في أكبر مناورات بحرية هندية بمشاركة 50 دولة، كخطوة لتعزيز التفاعل الأمني البحري بين البلدين.
لقاءات عسكرية رفيعة المستوى: عقد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتiani اجتماعًا مع نظيره الهندي جيردهار أرمane في كازاخستان، ناقشا خلاله تعزيز التعاون في مجالات البحث الدفاعي ومكافحة الإرهاب.
تبادل استخباراتي ضد التنظيمات المتطرفة: أكد الجانبان ضرورة تعزيز التنسيق لمواجهة تنظيم “داعش” في أفغانستان، في إشارة إلى مخاطر مشتركة تهدد أمن المنطقة.
خلفية تاريخية: إيران شريك باكستاني سابق في حروب ضد الهند
دعم عسكري مباشر في 1965 و1971: زودت إيران باكستان بطائرات مقاتلة وصواريخ خلال حربيها مع الهند، وفق وثائق استخباراتية أمريكية.
دور الوسيط في تسليح باكستان: عملت طهران كـ”وسيط” لشراء أسلحة ألمانية لإسلام آباد عندما قطعت الدول الغربية الإمدادات العسكرية عنها.
السياسة الإيرانية المزدوجة: وساطة علنية وتحالفات خفية
عروض وساطة متكررة: قدمت طهران نفسها وسيطًا محايدًا عبر استشهادها بشعراء فارسيين من القرن الـ13، مثل اقتباسها قصيدة “بني آدم” للشاعر سعدي الشيرازي.
تحذيرات من استغلال الصراع: حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي من محاولات “الكيان الصهيوني” استغلال الأزمة لصالحه.
يُظهر التقرير تناقضًا ظاهريًا في السياسة الإيرانية بين الوساطة العلنية والدعم العسكري غير المباشر، في سياق سعي طهران لتعظيم نفوذها الإقليمي عبر شراكات متعددة الأوجه، مع الإبقاء على باكستان كورقة ضغط محتملة في ملفات مثل أفغانستان وحقوق الأقليات الشيعية.