ظل التصاعد الأخير للتوترات الإقليمية بين الهند وباكستان، برز اسم الجنرال عاصم منير كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي والعسكري الباكستاني، ولكن كشف عم صراع اخر حول مذهبه سني أم شيعي.
تُحيط قاىد الجيش الباكستاني عصام منير العديد من التساؤلات، لا سيما تلك المتعلقة بانتمائه الطائفي ومدى تأثيره على سياسات البلاد الداخلية والخارجية.
يعتمد تقرير المنشر الاخباري على مصادر متنوعة، بما في ذلك وثائق عسكرية وتصريحات رسمية وتحليلات إعلامية، لتقديم صورة شاملة عن الرجل الذي يُعتبر “الأقوى” في باكستان.
الخلفية الشخصية والمسار العسكري
وُلد سيد عاصم منير أحمد شاه عام 1968 في مدينة روالبندي، وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية لقربها من العاصمة إسلام آباد.
وانضم إلى الجيش الباكستاني عام 1986، وتخرّج من مدرسة تدريب الضباط في مانجلا، حيث حصل على “سيف الشرف”، وهو أعلى تكريم عسكري يُمنح للضباط المتميزين.
وتدرج في الرتب العسكرية، وخدم في مناطق حساسة مثل سياجن الجليدي والمناطق الشمالية المتنازع عليها مع الهند
الأدوار القيادية البارزة
- مدير الاستخبارات العسكرية (2016–2018): أشرف على عمليات استخباراتية معقدة، بما في ذلك التنسيق خلال المواجهات مع الهند.
- مدير المخابرات الباكستانية (2018–2019): تولى المنصب لفترة قصيرة قبل إقالته بضغط من رئيس الوزراء السابق عمران خان، وفقًا لتقارير تشير إلى خلافات حول قضايا فساد.
- قائد الجيش (2022–الحاضر): عُيّن في المنصب بعد تدخل مباشر من رئيس الوزراء شهباز شريف، رغم تقاعده المخطط له في نوفمبر 2022.
الجدل حول الانتماء الطائفي
أثار تعيين منير كأول قائد للجيش الباكستاني يُوصف بأنه “حافظ للقرآن” تساؤلات حول خلفيته الدينية. تتباين التقارير حول انتمائه الطائفي:
1. ادعاءات بانتمائه الشيعي
- تشير بعض المصادر، مثل صحيفة تايمز أوف إنديا، إلى أن منير ينتمي إلى الطائفة الشيعية، مما يجعله ثالث قائد شيعي في تاريخ باكستان بعد محمد موسى ويحيى خان.
- يُذكر أن هذه المعلومة تعكس تحولًا نادرًا في جيش يهيمن عليه السنة تقليديًّا، حيث يشكل الشيعة حوالي 17% من السكان.
- اختيار نواز شريف شيعيًا قائدًا للجيش. ربما يعتقد نواز شريف أن منير، كونه شيعيًا، لن يكون له قاعدة قوية في الجيش، وبالتالي سيكون طائعًا. لكن هذا هو نفس الخطأ الذي ارتكبه نواز شريف عند تعيين مشرف.
- كان شهر منير الأول في منصبه حافلاً بالأحداث. يبدو أنه يعاني من عقدة الأقلية التي تدفعه إلى محاولة التفوق على نفسه. موسى ويحيى خان، وكلاهما شيعيان، شنّا حربين على الهند لإثبات جدارتهما كأقلية. كان منير على الجبهة الهندية مرتين، حيث صرخ في وجه عدوٍّ منعزل، ومرة على الحدود الأفغانية، حيث بدا لطيفاً في مواجهة عدوٍّ يخوض حرباً مستعرة.
- فيما يتعلق بأفغانستان، لم يُقدّم منير أي جديد. فهو يُريد التحدث مع طالبان الأفغانية، بينما يُواجه حركة طالبان باكستان عسكريًا، غير مُدرك أنهما كيان واحد. تُسيّج باكستان خط دوراند، مما يُثير قلق طالبان (كلاهما). تُريد حكومة شهباز شريف المدنية العاجزة التفاوض مع حركة طالبان باكستان، لكن منير يرفض ذلك.
2. أدلة تدعم انتماءه السني
- تصف مصادر أخرى، مثل ذا مسلم 500، منير بأنه “حافظ للقرآن” – وهو لقب يرتبط عادةً بالسنّة – وقد نال الاحترام بسبب التزامه الديني.
- خلال فترة خدمته في السعودية، أتم حفظ القرآن الكريم، مما عزز صورته كشخصية متدينة ذات توجهات سنية.
- في عام 2023، استضاف منير اجتماعًا في المقر العام للجيش ضمّ شخصيات سنية متطرفة، مثل أحمد لودهياني، زعيم جماعة “أهل السنة والجماعة” المعادية للشيعة، مما أثار انتقادات حول تواطئه مع الخطاب الطائفي.
تحليل التناقضات
يعكس هذا الجدل تعقيد المشهد الطائفي في باكستان، حيث تُستخدم الانتماءات الدينية أحيانًا كأداة سياسية. في حين أن ادعاءات الانتماء الشيعي تعتمد على تقارير إعلامية محدودة، فإن الأدلة على ممارسات منير الدينية (كحفظ القرآن وارتباطه برموز سنية) تُرجّح كفة انتمائه للسنة.
التأثير على السياسة الداخلية والخارجية
1. السياسة الداخلية: القمع والاستقرار
- الأزمة الاقتصادية: أطلق منير مجلسًا خاصًّا لجذب الاستثمارات من دول الخليج، ونجح في تخفيف حدة الانهيار الاقتصادي عبر ملاحقة السوق السوداء للعملة، مما أعاد الثقة بالروبية الباكستانية.
- الملف السياسي: تصاعدت انتقادات منير بعد اعتقال رئيس الوزراء السابق عمران خان في مايو 2023، حيث اتُهم الجيش بقمع المعارضة ومحاكمة المدنيين في محاكم عسكرية. في مارس 2025، قدّم نواب أمريكيون مشروع قانون لعقوبات ضد منير بسبب “الاضطهاد السياسي”.
2. السياسة الخارجية: المواجهة مع الهند
- خطاب التصعيد: استخدم منير خطابًا دينيًا صريحًا في سياق النزاع على كشمير، واصفًا الإقليم بأنه “وريد باكستان”، ومستشهدًا بمقولات جهادية في خطاباته.
- الرد العسكري: بعد الهجوم على باهالغام في أبريل 2025، هدد منير برد “سريع وحاسم”، مما عزز المخاوف من تصاعد العنف بين الجارتين النوويتين.
الخلافات حول الهوية والسلطة
لا ينفصل الجدل الطائفي حول منير عن الدور التاريخي للجيش الباكستاني كـ”دولة داخل الدولة”. يُعتبر منير امتدادًا لسياسة الجنرال ضياء الحق في الثمانينيات، التي عززت التدين السني كمكوّن أساسي للهوية الوطنية. ومع ذلك، فإن تحالفه مع جماعات سنية متطرفة يهدد بزيادة الانقسامات الداخلية، خاصة في ظل وجود أقلية شيعية كبيرة.
بين السلطة والهوية
يُمثّل الجنرال عاصم منير نموذجًا للقائد العسكري الباكستاني الذي يجمع بين النفوذ السياسي والشرعية الدينية. بينما تُثار شكوك حول انتمائه الطائفي، فإن تأثيراته الملموسة على الأمن القومي والاقتصاد تبقى محل إجماع. في ظل استمرار الأزمات الإقليمية والداخلية، يبدو أن منير يسعى لتعزيز دور الجيش كحامٍ للدولة ومحددٍ لمسارها، سواء عبر التحالفات الدينية أو المواجهات العسكرية.