تشهد مصر حاليًا موجة حر غير مسبوقة تخطت فيها درجات الحرارة حاجز الـ42 مئوية في مدن الجنوب، وسط تحذيرات من تداعيات صحية واقتصادية وبيئية تهدد بتحويل الحياة اليومية إلى تحدٍّ يومي للمواطنين. هذه الموجة، التي تُعد الأشد منذ بدء التسجيلات المناخية، جاءت متوافقة مع توقعات علمية بزيادة وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة بسبب تغير المناخ.
موجة حر تاريخية تكشف هشاشة البنية التحتية
سجلت محطات الرصد في أسوان وقنا والأقصر 42°م، بينما وصلت الحرارة في القاهرة الكبرى إلى 40°م. كشفت هذه الموجة عن:
انهيار شبكات الكهرباء بسبب الضغط على أنظمة التبريد
تراجع المساحات الخضراء بنسبة 30% في القاهرة منذ 2017، مما زاد من تأثير “الجزر الحرارية”
تعطل العمل الرسمي في 6 محافظات جنوبية لمدة 3 أيام متتالية
تداعيات صحية تهدد الفئات الهشة
أظهرت بيانات وزارة الصحة زيادة حالات الإجهاد الحراري بنسبة 47% مقارنة بالعام الماضي، مع تسجيل:
1200 حالة إغماء حراري في القاهرة وحدها
ارتفاع معدلات الجفاف بين كبار السن بنسبة 63%
تحذيرات من تفاقم أمراض القلب والجهاز التنفسي
تأثيرات اقتصادية مدمرة
تتجاوز الخسائر المباشرة للقطاع الزراعي 2.8 مليار جنيه بسبب:
تراجع إنتاجية المانجو بنسبة 50% في أسوان
انخفاض غلة القمح 18% مع كل ارتفاع درجة مئوية
زيادة فاتورة استيراد الغاز بنسبة 30% لتشغيل مكيفات الهواء
جهود تكيف غير كافية
رغم تقدم مصر إلى المركز 20 عالميًا في مؤشر أداء المناخ, إلا أن الإجراءات الوقائية ما زالت محدودة:
12% فقط من المباني الحكومية مجهزة بأنظمة تبريد مستدامة
40% من المدارس تفتقر لتهوية مناسبة
خطط لزراعة 2 مليون شجرة بحلول 2030 مقابل فقدان 910 ألف م² خضراء
مع استمرار الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات تكيف عاجلة تعيد هندسة المدن وتحمي الفئات الأكثر عرضة، قبل أن تتحول الظاهرة المناخية إلى أزمة وجودية تهدد الأمن القومي.