في ظل التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، دخلت السعودية على خط الوساطة الدبلوماسية، ساعية إلى وقف التصعيد العسكري بين القوتين النوويتين، في خطوة تعكس دور المملكة المحوري في استقرار جنوب آسيا.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، اليوم السبت، أن الوزير فيصل بن فرحان أجرى اتصالين هاتفيين مع وزير خارجية الهند، سوبراهمانيام جايشانكار، ونظيره في باكستان، إسحاق دار، لبحث جهود التهدئة وإنهاء المواجهات المسلحة بين البلدين.
وأكد البيان الرسمي، المنشور عبر منصة “إكس”، أن المملكة “تحرص على أمن واستقرار المنطقة، وتعزيز علاقاتها الوثيقة والمتوازنة مع البلدين الصديقين”، في إشارة إلى عمق العلاقات السياسية والاقتصادية التي تربط السعودية بكل من الهند وباكستان.
ويأتي هذا التحرك عقب زيارة قام بها عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، إلى نيودلهي وإسلام آباد خلال الأسبوع الجاري، في إطار الوساطة السعودية لإنهاء التوتر المستمر.
ويُعد هذا التصعيد بين الهند وباكستان الأخطر منذ أكثر من عقدين، بعدما اتهمت نيودلهي إسلام آباد بالوقوف خلف هجوم كشمير في 22 أبريل، والذي أودى بحياة 26 مدنيًا. وردّت الهند بشن غارات جوية داخل الأراضي الباكستانية، ما فجّر سلسلة من الضربات العسكرية المتبادلة بين الجانبين، بما في ذلك قصف مدفعي وهجمات بطائرات مسيّرة.
وتحذر تقارير دولية من أن يؤدي النزاع الحالي إلى حرب شاملة بين الهند وباكستان، فيما شدّد مسؤول سعودي لوكالة “فرانس برس” على أن “المملكة تعتبر البلدين حليفين رئيسيين ولا ترغب في خروج الوضع عن السيطرة”.
وتستضيف السعودية ملايين من العمال الهنود والباكستانيين، ما يمنحها ثقلاً خاصًا في أي جهود لاحتواء الأزمة الحالية.










