كشف مسؤولون رفيعو المستوى في الكرملين عن محادثات مكثفة تجري حاليا مع الولايات المتحدة الأمريكية لضمان استمرار تدفق الغاز الطبيعي الروسي إلى الأسواق الأوروبية، وذلك في ظل تصاعد المخاوف من أزمة طاقة محتملة في القارة العجوز مع اقتراب فصل الشتاء.
وتأتي هذه المفاوضات في وقت تعتمد فيه دول الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي لتلبية ما يقرب من 40 بالمائة من احتياجاتها السنوية من الطاقة، بينما تشهد أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعا قياسيا تجاوز 300 بالمائة منذ مطلع العام الجاري.
ومن أبرز النقاط المطروحة على طاولة المفاوضات بين موسكو وواشنطن ضمان استقرار أسعار الطاقة العالمية، ودراسة إمكانية رفع بعض القيود المفروضة على الصادرات الروسية، بالإضافة إلى بحث سبل تجنب فرض عقوبات جديدة قد تعيق تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا.
ويحذر خبراء الاقتصاد من تداعيات خطيرة قد تنجم عن أي انقطاع في إمدادات الغاز الروسي، حيث تتوقع التقارير الاقتصادية خسائر قد تصل إلى تريليون دولار في حال حدوث أزمة طاقة كبرى في أوروبا، مع احتمالية ارتفاع معدلات التضخم إلى أكثر من 20 بالمائة في بعض الدول الأوروبية.
ويبحث الاتحاد الأوروبي حاليا خططا طارئة لتخزين كميات إضافية من الغاز قبل حلول فصل الشتاء، بينما تدرس الولايات المتحدة الأمريكية بدائل أخرى بما في ذلك زيادة صادراتها من الغاز المسال إلى الأسواق الأوروبية.











