ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن باكستان والهند أجرتا أول اتصال هاتفي بينهما منذ تصاعد التوتر الحاد الذي بدأ يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن “إسلام أباد تسعى لاجتماع مع الهند”.
يأتي هذا التطور بعد إعلان باكستان عن بدء عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “بنيان مرصوص”، وتنفيذها هجمات مضادة على الهند عقب تعرض ثلاث من قواعدها الجوية لضربات خلال الليل.
وفي خضم هذه التطورات، عرض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وساطة بلاده في الصراع المتصاعد بين باكستان والهند، وذلك خلال محادثات هاتفية منفصلة مع نظيريه في كلا البلدين، وفقا لبيانات صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وأوضحت الوزارة أن روبيو تحدث مع وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار في مكالمتين منفصلتين. وخلال هاتين المكالمتين، “أكد على أن الجانبين بحاجة إلى تحديد أساليب لتهدئة التوتر وإعادة التواصل المباشر لتجنب سوء التقدير”.
كما أجرى روبيو اتصالا هاتفيا في وقت سابق مع قائد الجيش الباكستاني عاصم منير، حيث “واصل حث الطرفين على إيجاد سبل” لتهدئة الأوضاع المتوترة.
وذكر بيان وزارة الخارجية أن الوزير روبيو عرض استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في التوسط بين البلدين “من أجل تجنب الصراعات المستقبلية”. ويعد هذا أول عرض رسمي للمساعدة من الجانب الأمريكي يتم الإشارة إليه في بيانات المكالمات التي أجراها مع المسؤولين الباكستانيين أو الهنود.
ووسط المخاوف المتزايدة من تحول النزاع بين الدولتين النوويتين إلى حرب شاملة، أعلن الجيش الهندي أن باكستان تقوم بزيادة نشر قواتها على الحدود المشتركة. وأكدت متحدثة عسكرية هندية أن الهند لاحظت تحريك الجيش الباكستاني لقواته ونشرها في مناطق متقدمة على طول الحدود.
ويشهد البلدان تبادلا للقصف منذ يوم الأربعاء، عندما نفذت الهند ضربات جوية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، وذلك على خلفية هجوم دموي استهدف سياحا في الشطر الذي تديره الهند من إقليم كشمير المقسم.
وتعد المواجهات الحالية، التي تضمنت استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة وتبادل النيران على طول الحدود القائمة بحكم الأمر الواقع في إقليم كشمير المتنازع عليه، الأسوأ منذ عقود، وقد أودت بحياة أكثر من 50 مدنيا حتى الآن. ويأمل المجتمع الدولي أن يسهم هذا الاتصال الهاتفي الأول وعرض الوساطة الأمريكية في تهدئة التوترات وفتح قنوات للحوار بين الجانبين لتجنب المزيد من التصعيد الخطير.










