رفضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل قاطع تقديم الدعم المالي لبعثة الاستقرار الجديدة التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (AUSSOM)، مما يضع العملية الأمنية الهشة بالفعل على شفا الانهيار.
جاء رفض إدارة ترامب القاطع خلال زيارة قام بها وفد من كبار مسؤولي الاتحاد الأفريقي إلى واشنطن هذا الأسبوع في محاولة أخيرة لتأمين تمويل لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS)، المقرر أن تحل محل البعثة الحالية (ATMIS) بحلول يوليو/تموز القادم.
وأكد مسؤولون أمريكيون رفضهم للطلب، معللين ذلك بمخاوف بشأن عدم الكفاءة التشغيلية وغياب تقاسم الأعباء بشكل عادل بين الشركاء الدوليين.
وكانت واشنطن قد أوضحت موقفها بصرامة خلال اجتماع عُقد في كمبالا الشهر الماضي، مؤكدة أنه لن يتم الالتزام بأي تمويل أمريكي ما لم يساهم المانحون الآخرون على قدم المساواة، بالإضافة إلى إجراء إصلاحات هيكلية على تفويض البعثة ليعكس بشكل أفضل التطورات الأمنية المتسارعة في الصومال.
من هو عبد الله بناتي قائد بحركة الشباب؟ واشنطن ترصد 10 ملايين دولار للوصول لرأسه
يأتي هذا الرفض في ظل استمرار حركة الشباب المتمردة في ترسيخ وجودها رغم ما يقرب من عقدين من الوجود العسكري للاتحاد الأفريقي.
وقد أدت الهجمات الأخيرة التي شنتها الحركة إلى تقويض المكاسب التي حققتها القوات الصومالية بصعوبة بالغة، حيث استعادت حركة الشباب مساحات واسعة من الأراضي في منطقتي شبيلي الوسطى والسفلى، على مقربة من العاصمة مقديشو.
وتشير التقارير إلى أن بعثة الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايتها (ATMIS) تعاني بالفعل من عجز مالي حاد، يقدر بنحو 100 مليون دولار من الرواتب غير المدفوعة والديون التشغيلية.
وقد أدت أزمة التمويل هذه إلى تدهور كبير في معنويات القوات، وأثارت مخاوف جدية بشأن حدوث فراغ أمني خطير في حال عدم انطلاق بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الموعد المحدد.
وقد تزايدت خيبة أمل المانحين الغربيين بشكل ملحوظ بعد سنوات من الالتزام المالي والعسكري المطول والتقدم المحدود على الأرض. ويرى منتقدون أن مليارات الدولارات من المساعدات الدولية قد أُهدرت، مما يُغذي ما يصفه المراقبون بـ “إرهاق المانحين” و “التشاؤم الاستراتيجي” تجاه الوضع في الصومال.
على الصعيد السياسي الداخلي، لا يزال المشهد في الصومال يعاني من التشرذم. وبينما تعهد الرئيس حسن شيخ محمود بإجراء انتخابات بنظام الصوت الواحد للشخص الواحد خلال عام، تلقي التوترات المتزايدة مع الولايات الأعضاء في الاتحاد والمعارضة بظلال من الشك على هذا الجدول الزمني الطموح. ولا يزال جزء كبير من جنوب ووسط الصومال تحت سيطرة حركة الشباب أو نفوذها، مما يقوض بشكل كبير فرص إجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقية.
ومع تراجع الدعم الدولي الحاسم وتزايد وتيرة عودة المتشددين، يبدو مستقبل الوجود الأمني للاتحاد الأفريقي في الصومال غير مؤكد على نحو متزايد، مما يثير مخاوف جدية بشأن قدرة البلاد على تحقيق الاستقرار والأمن على المدى الطويل.










