نفت الحكومة الهندية بشكل قاطع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي زعم فيها أن واشنطن قامت بوساطة بين الهند وباكستان للتوصل إلى وقف إطلاق نار مفاجئ، مؤكدة أن المحادثات تمت مباشرة بين الجانبين دون أي تدخل خارجي.
وكان ترامب قد أعلن عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي عن توصل البلدين إلى هدنة “بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة أمريكية”، مهنئًا الطرفين على “المنطق السليم والذكاء العالي”. وقد سارعت شخصيات أمريكية بارزة، بينها نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، إلى تأكيد رواية ترامب، مشيرين إلى محادثات مكثفة جرت مع القيادتين الهندية والباكستانية خلال الـ48 ساعة الماضية.
لكن بيانًا صادرًا عن وزارة الإعلام الهندية، ورد في منشور موسوم بوسم #الهندتحاربالدعاية، شدد على أن وقف إطلاق النار تم “عبر قنوات التواصل المباشر بين الجيشين”، حيث بادر المدير العام للعمليات الباكستانية بالاتصال بنظيره الهندي مساء السبت، وتم التوصل إلى تفاهم عند الساعة السادسة مساءً.
وأضاف البيان: “لا توجد أي مفاوضات بشأن قضايا أخرى أو نية للقاء في موقع محايد كما أُشيع. وقف إطلاق النار تم بشكل مباشر بين البلدين دون وساطة”.
ورغم هذا النفي، أفادت تقارير إعلامية نقلًا عن مصادر دبلوماسية أن واشنطن مارست ضغوطًا غير معلنة على إسلام آباد، وهددت بتعليق جزء من قرض صندوق النقد الدولي ما لم توافق على خفض التصعيد الفوري.
تأتي هذه التطورات بعد تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين، على خلفية هجوم إرهابي دامٍ في باهالغام أسفر عن مقتل 26 شخصًا، أعقبه رد عسكري هندي طال معسكرات إرهابية داخل باكستان وكشمير المحتلة، وردود باكستانية بطائرات مسيّرة وصواريخ.
ويُنظر إلى الهدنة الحالية كمحاولة لتفادي اندلاع حرب شاملة في المنطقة، إلا أن الخلاف حول هوية الوسيط الحقيقي يسلط الضوء على التوترات الدبلوماسية الأوسع بين نيودلهي وواشنطن في مرحلة حرجة.










