تستعد روسيا لإحلال قوة “فيلق أفريقيا” المدعومة من الدولة محل مجموعة فاغنر شبه العسكرية في جمهورية أفريقيا الوسطى، في خطوة تعكس استراتيجية موسكو الجديدة لتعزيز نفوذها العسكري والاقتصادي في القارة.
وبحسب مصادر مطلعة، تعمل موسكو على إبرام اتفاق دفاع رسمي مع حكومة الرئيس فوستين أركانج تواديرا، يتضمن إنشاء قاعدة عسكرية دائمة في بيرينجو، على بعد 80 كيلومترًا غرب العاصمة بانغي، قادرة على استيعاب نحو 10,000 جندي. وتهدف القاعدة لتوفير التدريب والدعم الأمني مقابل منح روسيا امتيازات واسعة للوصول إلى ثروات البلاد المعدنية.
وجاءت هذه الخطوة بعد تراجع نفوذ فاغنر في أعقاب مقتل زعيمها يفغيني بريغوجين، وإعادة هيكلة عملياتها تحت إشراف وزارة الدفاع الروسية. وتعمل منظمة “فيلق أفريقيا”، التي تأسست حديثًا، على تولي مهام فاغنر السابقة، بما في ذلك تدريب الجيش وتأمين المنشآت الحكومية.
رغم اعتبار الاتفاق خطوة لتعزيز الأمن في بلد يعاني من اضطرابات منذ عام 2013، أثارت هذه الخطوة مخاوف من تقويض السيادة الوطنية واستغلال الموارد، وسط تقارير تتحدث عن انتهاكات حقوقية سابقة من قبل عناصر روسية في البلاد.
ويأتي التحرك الروسي في وقت حساس، مع استعدادات تواديرا لخوض الانتخابات المقبلة، وتراجع الوجود الفرنسي، مما يمنح موسكو فرصة لتوسيع نفوذها في أفريقيا على حساب القوى الغربية.
المبعوث الأميركي السابق إلى الساحل، جيه بيتر فام، وصف الخطوة بأنها “إعادة تموضع استراتيجي للكرملين” قد تُفضي إلى تحولات دائمة في التحالفات الجيوسياسية داخل القارة.