كلمات مفتاحية: نيسان، تسريح العمال، صناعة السيارات، خسائر نيسان، إعادة هيكلة نيسان، سوق السيارات اليابانية، تراجع المبيعات، وظائف السيارات، أزمة نيسان المالية، مستقبل نيسان
في خطوة غير مسبوقة تهز أركان صناعة السيارات العالمية، أعلنت شركة نيسان موتور اليابانية عن قرارها إلغاء أكثر من عشرة آلاف وظيفة إضافية حول العالم، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للوظائف المشطوبة إلى نحو عشرين ألف وظيفة، أي ما يعادل خمسة عشر في المئة من إجمالي قوتها العاملة الدولية. تأتي هذه الموجة العاتية من التسريحات في إطار خطة إعادة هيكلة جذرية تهدف إلى إنقاذ ثاني أكبر صانع سيارات في اليابان من أزمته المالية الطاحنة، وسط تراجع حاد في المبيعات وتغيرات جذرية في السوق العالمية.
أرقام صادمة: خسائر بالمليارات وتسريح عشرات الآلاف
إجمالي الوظائف الملغاة بلغ عشرين ألف وظيفة، أي خمسة عشر في المئة من القوة العاملة العالمية لنيسان. أما الخسائر المتوقعة فتتراوح بين سبعمئة وسبعمئة وخمسين مليار ين ياباني، ما يعادل نحو خمسة مليارات دولار أمريكي في السنة المالية المنتهية في مارس ألفين وخمسة وعشرين. كما انخفضت المبيعات الفصلية إلى مليارين وتسعمئة مليون ين، أي تسعة عشر مليار دولار، مقارنة بثلاثة مليارات ومئة مليون ين في نفس الفترة من العام الماضي. وقررت الشركة خفض الطاقة الإنتاجية العالمية بنسبة عشرين في المئة، من خمسة ملايين إلى أربعة ملايين مركبة سنوياً بحلول عام ألفين وستة وعشرين.
أسباب الأزمة: تراجع عالمي ومنافسة شرسة
تشير تقارير الشركة إلى أن هذه القرارات جاءت نتيجة سلسلة من الأزمات المتراكمة، أبرزها انخفاض حاد في الطلب العالمي، خاصة في السوقين الأمريكي والصيني، حيث تراجعت مبيعات نيسان بشكل ملحوظ أمام منافسين كبار مثل تويوتا وفورد وتيسلا. كما ارتفعت تكاليف الإنتاج وتكدس المخزون، ما أدى إلى خسائر مالية ضخمة في الأرباع الأخيرة. ولم تستطع نيسان مواكبة التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة، ما جعلها أقل قدرة على منافسة الشركات التي سبقتها في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، فشلت محادثات الاندماج مع هوندا، ما حرم الشركة من شريك استراتيجي كان من الممكن أن يخفف من وطأة الأزمة.
خطة إعادة الهيكلة: إغلاق مصانع وتبسيط الإنتاج
تتضمن خطة نيسان لإعادة الهيكلة عدة محاور رئيسية، منها إغلاق ثلاثة مصانع عالمية تدريجياً حتى عام ألفين وستة وعشرين، بدءاً بمصنع في تايلاند، مع تقليص الورديات في مصانع الولايات المتحدة. كما تعتزم الشركة تقليل عدد الطرازات وتسريع وتيرة تطوير السيارات الجديدة، حيث تهدف إلى تقليص زمن تطوير الجيل الجديد من السيارات من اثنين وخمسين إلى سبعة وثلاثين شهراً، ثم إلى ثلاثين شهراً مستقبلاً. وتسعى نيسان إلى تبسيط التصميم وتخفيض تعقيد المكونات بنسبة تصل إلى سبعين في المئة، بهدف تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية. كما ستطلق طرازات كهربائية وهجينة جديدة ضمن استراتيجية مستقبلية تراهن على التحول الأخضر لاستعادة مكانتها في السوق.
تداعيات اجتماعية واقتصادية
يمثل قرار تسريح عشرين ألف موظف من نيسان أحد أكبر موجات التسريح في تاريخ صناعة السيارات اليابانية، ويعكس عمق الأزمة التي تعصف بالشركة. كما يهدد القرار الاستقرار الوظيفي لعشرات الآلاف من الأسر حول العالم، ويضع ضغوطاً إضافية على أسواق العمل في الدول التي توجد بها مصانع نيسان.
مستقبل نيسان: هل تنجح خطة الإنقاذ؟
رغم حجم التحديات، تراهن نيسان على أن هذه الإجراءات القاسية ستمنحها فرصة لإعادة هيكلة عملياتها، وتحديث أسطولها، والعودة إلى الربحية. كما تسعى الشركة لعقد شراكات استراتيجية جديدة، وربما تحالفات مع شركات تكنولوجية أو صانعي سيارات آخرين لتعزيز مكانتها في سوق يشهد تحولات غير مسبوقة نحو الكهرباء والاستدامة.
يقول الرئيس التنفيذي لنيسان ماكوتو أوشيدا إن الشركة لم تتكيف بسرعة كافية مع التغيرات العالمية، مثل تغير أذواق المستهلكين وارتفاع تكاليف المواد الخام، مؤكداً أن إعادة هيكلة أعمال الشركة ستجعلها أكثر كفاءة ومرونة.
خلاصة: زلزال اقتصادي في صناعة السيارات
تشكل أزمة نيسان نموذجاً صارخاً للتحديات التي تواجهها صناعة السيارات التقليدية في عصر التحول الرقمي والانتقال للطاقة النظيفة. ومع هذه الأرقام الضخمة من الخسائر والتسريحات، يبقى السؤال: هل تنجح نيسان في الخروج من عنق الزجاجة، أم أن العاصفة الحالية ستعيد رسم خريطة صناعة السيارات العالمية؟
كلمات مفتاحية إضافية للبحث: أزمة نيسان ألفين وخمسة وعشرين، تسريح العمال في نيسان، خسائر نيسان المالية، خطة نيسان للإنقاذ، مستقبل سوق السيارات اليابانية، إعادة هيكلة نيسان، تراجع مبيعات السيارات، وظائف صناعة السيارات، سيارات كهربائية نيسان، نيسان وهوندا.