في ضوء انتصار باكستان في المواجهة العسكرية الأخيرة مع الهند، أثار الكاتب الصحفي المصري عماد الدين حسين نقاشًا واسعًا بتصريحه الذي شدد فيه على أهمية “القوة الخشنة” كعنصر ردع حاسم في العلاقات الدولية.
وقال حسين في تدوينة عبر حسابه:
“القوة الخشنة هي التي تمنع الآخرين من التجرؤ عليك واستضعافك.. فهل يعي العرب الدرس ويفكرون في استغلال ما لديهم من أوراق؟ وهي كثيرة.. ولكنها معطلة!”
أثارت الكلمات ردود فعل متباينة بين المحللين والسياسيين في عدد من الدول العربية. فقد وصفها البعض بأنها صرخة واقعية في وجه التخاذل العربي المزمن، بينما رأى آخرون أنها تجاهلت تعقيدات الداخل العربي الذي يعاني من انقسامات تحول دون بناء استراتيجية موحدة للقوة.
في لبنان، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير أن كلام حسين “يعكس وعيًا عربيًا جديدًا يتشكل، ويدرك أن الاعتماد على الوساطات لم يعد كافيًا في عالم تحكمه موازين القوة”.
أما في الأردن، فقال العميد المتقاعد والمحلل الاستراتيجي فايز الدويري إن “القوة الخشنة لا تعني فقط السلاح، بل القدرة على تفعيله في اللحظة المناسبة دون خضوع لحسابات خارجية”، مؤكدًا أن العرب يمتلكون أدوات قوة استراتيجية لكنها مبعثرة سياسيًا.
تؤكد كلمات عماد الدين حسين على ما بات يعرف في العلوم السياسية بـ**”توازن الرعب”**، وهو مفهوم يشير إلى أن امتلاك وسائل الردع المادي (عسكرية أو اقتصادية) يحول دون تكرار الاعتداء أو التهديد. هذا المفهوم برز بوضوح في حالة باكستان، التي حافظت على وحدة موقفها، ونجحت في فرض شروطها في الحرب، مستندة إلى قدرات عسكرية واقتصادية حقيقية.
في المقابل، يعاني العالم العربي من تشرذم استراتيجي رغم امتلاكه لمقومات تفوق في مجالات النفط، الجغرافيا، الجيوش، والموقع السياسي. إلا أن غياب التنسيق، والتبعية لقوى كبرى، أضعف فعالية هذه الأوراق.
يرى مراقبون أن تصريح حسين يمكن اعتباره دعوة ضمنية إلى بناء تحالفات ردع عربي مشترك، وإعادة التفكير في طبيعة السياسات الدفاعية، بحيث لا تقتصر على التعاون الاستخباراتي أو الدعم اللوجستي، بل تمتد إلى امتلاك قرارات سيادية شجاعة.










