تشهد العاصمة الليبية طرابلس، مساء اليوم الإثنين، حالة من الانفلات الأمني الخطير بعد اتساع رقعة الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات المنتشرة في المدينة، عقب مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، إثر اجتماع جمعه مع محمود حمزة، قائد ميليشيا “اللواء 444 قتال” التابع لمنطقة طرابلس العسكرية.
وأكد شهود عيان لـ”المنشر الإخباري” سماع دوي انفجارات قوية وإطلاق نار كثيف في عدد من أحياء العاصمة، وسط تقارير عن استخدام صواريخ وأسلحة ثقيلة. كما شوهدت حركة نزوح محدودة لعائلات من مناطق الاشتباكات، خاصة في مناطق جنوب ووسط طرابلس، خشية تصاعد وتيرة العنف.
تحركات عسكرية ومشهد يزداد تعقيداً
ورُصدت تحركات عسكرية ضخمة على الطريق الساحلي، حيث شوهدت أكثر من 20 دبابة وآليات مسلحة، بعضها مزود بأنظمة تشويش، تتجه نحو طرابلس، وسط فشل جهود الوساطة الأولية لاحتواء الوضع المتفجر.
في هذه الأثناء، أعلنت “قوة حماية طرابلس”، التابعة للمجلس العسكري للعاصمة الكبرى، حالة النفير العام، رفضًا لما وصفته بـ”تحركات عسكرية مشبوهة” تهدف إلى فرض أمر واقع في المدينة بالقوة. وأكدت القوة في بيان رسمي أنها لن تسمح لأي جهة بمحاولة السيطرة على طرابلس، مشددة على أن المدينة “لن تُدار برغبات الطامعين ولا بأوامر حكومة فاسدة”، على حد وصفها.
كما حذرت القوة من “مشروع دموي يلوح في الأفق”، داعية سكان طرابلس إلى “الاستعداد للمعركة الفاصلة” التي قد تشهدها العاصمة، وموجهة رسالة شديدة اللهجة للبعثات الدولية والقوى السياسية المحلية.
تحركات أمنية وقرارات احترازية
أمنياً، أفادت مصادر مطلعة بوجود توجّه لإخلاء الطائرات المدنية من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، ونقلها إلى مطار مصراتة كإجراء احترازي تحسبًا لأي تصعيد مسلح قد يطال محيط المطار الحيوي.
كما دعت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية جميع المواطنين في مناطق طرابلس إلى “الالتزام بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج، حفاظًا على سلامتهم”، في ظل استمرار الاشتباكات المسلحة وانتشار القناصة والمسلحين في بعض الأحياء السكنية.
مستقبل غامض وقلق متصاعد
ويأتي هذا التصعيد في وقت بالغ الحساسية على الساحة الليبية، وسط انقسام سياسي وأمني عميق، وعجز متواصل عن توحيد المؤسسات أو إجراء انتخابات. ويحذر مراقبون من أن الاشتباكات الجارية قد تعيد العاصمة إلى مربع الفوضى والصراع الأهلي، في حال فشل جهود التهدئة واحتواء الموقف المتصاعد.










