هيئة البث الإسرائيلية تحقق من عملية استهداف القيادي في حماس محمد السنوار
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مساء اليوم الثلاثاء، أن قوات الجيش الإسرائيلي نفذت عملية اغتيال في خان يونس استهدفت قائد حركة “حماس” في قطاع غزة محمد السنوار، في تطور جديد يأتي بعد سبعة أشهر من عملية اغتيال شقيقه يحيى السنوار الذي كان يتزعم الحركة. وأشارت قنوات عبرية أخرى إلى أن الهجوم تم باستخدام قنابل مضادة للتحصينات، استهدفت منطقة في محيط مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس، فيما لم تتضح نتائج العملية بعد، لكن المسؤولين الإسرائيليين يبدون “واثقين بشكل حذر” من نجاحها.
تفاصيل عملية استهداف محمد السنوار
استهدفت العملية العسكرية الإسرائيلية اليوم محمد السنوار في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتحديداً في محيط مستشفى غزة الأوروبي، حسبما ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية. وتشير المعلومات المتوفرة حتى اللحظة أن الهجوم نُفذ باستخدام قنابل خاصة مضادة للتحصينات، في إشارة محتملة إلى أن الهدف كان متواجداً في منشأة محصنة أو تحت الأرض.
وتقول إذاعة الجيش الإسرائيلي إن محمد السنوار كان “قريبًا جدًا من يحيى السنوار وكان من بين الذين دخلوا إلى الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر”، مما يضفي أهمية خاصة على هذه العملية من وجهة النظر الإسرائيلية، باعتباره أحد المشاركين في عملية “طوفان الأقصى”.
ويأتي استهداف محمد السنوار استمراراً لسلسلة العمليات التي تنفذها إسرائيل ضد قيادات حماس، وخصوصاً بعد سبعة أشهر من اغتيال شقيقه يحيى السنوار الذي كان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة.
من هو محمد السنوار؟
تشير المصادر الإعلامية إلى أن محمد السنوار هو أحد قادة حركة حماس في قطاع غزة، وشقيق يحيى السنوار الذي تم اغتياله في أكتوبر 2024. وحسب ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن محمد السنوار كان من المقربين جداً من شقيقه يحيى، وكان من بين المشاركين في الهجوم على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من عدم توفر معلومات تفصيلية عن دور محمد السنوار داخل حركة حماس، إلا أن استهدافه بهذه العملية يشير إلى أهميته التنظيمية داخل الحركة، خاصة بعد مقتل العديد من القيادات البارزة فيها خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 19 شهراً.
سياق العملية وتداعياتها المحتملة
تأتي عملية استهداف محمد السنوار في سياق الحرب المتواصلة على قطاع غزة، والتي أعلنت إسرائيل أن أحد أهدافها الرئيسية هو القضاء على البنية القيادية لحركة حماس. وسبق للجيش الإسرائيلي أن نفذ العديد من عمليات الاغتيال ضد قادة الحركة، كان أبرزها اغتيال يحيى السنوار في أكتوبر الماضي.
ويرى محللون أن نجاح إسرائيل في استهداف محمد السنوار، إذا ما تأكد، يمثل ضربة جديدة لحركة حماس التي فقدت معظم قياداتها العسكرية والسياسية البارزة خلال الشهور الماضية، مما قد يؤثر على قدرتها العسكرية والتنظيمية في قطاع غزة.
استذكار عملية اغتيال يحيى السنوار
في 16 أكتوبر 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في عملية عسكرية بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة. وقد وصفت العملية بأنها “غير مخططة وعشوائية”، حيث اكتشفت قوة إسرائيلية من لواء 828 وجود مسلحين في أحد المباني بمخيم تل السلطان في رفح، وبعد تبادل لإطلاق النار واستهداف المبنى بقذائف الدبابات، تبين لاحقاً أن أحد القتلى هو يحيى السنوار.
وكانت القناة 14 الإسرائيلية قد ذكرت أن “عملية اغتيال السنوار كانت عشوائية تماماً وتمت بمحض الصدفة”. وأضافت أن قوات إسرائيلية “ساورتها الشكوك بشأن وجود مسلحين بأحد المنازل في حي تل السلطان برفح، بعد أن رصد جندي من الكتيبة 410 شخصاً يدخل ويخرج من هذا المنزل”.
وتم التأكد من هوية السنوار عبر فحص الحمض النووي ومطابقته بعينات كانت محفوظة لدى السلطات الإسرائيلية منذ فترة سجنه السابقة. وقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دورون سبيلمان في حينه أن “عملية قتل السنوار وإن تمت بالصدفة فهي تكليل بالنجاح لملاحقات الجيش الإسرائيلي له على مدار عام ودفعه إلى الخطأ حتى يتم قتله”.
دلالات توقيت العملية الجديدة
يأتي استهداف محمد السنوار في توقيت حساس، مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى. ويرى مراقبون أن هذه العملية قد تكون محاولة إسرائيلية لممارسة مزيد من الضغط على حركة حماس، أو ربما تأتي في سياق تنفيذ تهديدات سابقة أطلقها مسؤولون إسرائيليون بمواصلة استهداف قيادات الحركة.
وفي أعقاب اغتيال يحيى السنوار في أكتوبر الماضي، كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قد نشر تغريدة على منصة إكس مرفقة بصور لقادة تم استهدافهم وآخرين مجهولين، معلقاً: “لا يمكن لأعدائنا الاختباء. سوف نقوم بملاحقتهم والقضاء عليهم”. وهو ما يبدو أن الجيش الإسرائيلي يسعى لترجمته عملياً من خلال استهداف محمد السنوار وغيره من قيادات الحركة.
ردود الفعل المتوقعة
من المتوقع أن تصدر حركة حماس بياناً رسمياً في الساعات القادمة حول مصير محمد السنوار، خاصة إذا تأكد نبأ مقتله. كما أنه من المرجح أن تشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً في حال نجاح العملية الإسرائيلية، على غرار ما حدث بعد اغتيال العديد من قادة الحركة في الأشهر الماضية.
وبشكل عام، يبدو أن الاستراتيجية الإسرائيلية لا تزال قائمة على محاولة تصفية جميع القيادات المؤثرة في حركة حماس، بهدف إضعاف قدرتها العسكرية والتنظيمية، وهو ما عبر عنه المسؤولون الإسرائيليون مراراً منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.










