ترامب يصل الرياض في أول جولة خارجية لفترته الرئاسية الثانية دون مرافقة عائلته: أسباب غياب ميلانيا وإيفانكا
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء في أول جولة خارجية منذ بداية ولايته الثانية، دون مرافقة زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا، مما أثار تساؤلات حول أسباب غيابهما. تشمل جولة ترامب الخليجية ثلاث دول هي السعودية وقطر والإمارات، وتركز على الجانب الاقتصادي والاستثماري، مع توقعات بإبرام صفقات تجارية ضخمة. وسط استقبال رسمي حافل من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يبدو أن غياب العائلة الرئاسية يعكس تحولاً في دور السيدة الأولى ومستشارة الرئيس السابقة إيفانكا خلال فترة رئاسته الثانية.
غياب ميلانيا وتفضيلها للحياة البعيدة عن البيت الأبيض
تشير التقارير الإعلامية إلى أن غياب السيدة الأولى الأمريكية ميلانيا ترامب عن زيارة الرياض ليس أمراً مفاجئاً، بل هو امتداد لنمط بدأ منذ عودة زوجها إلى الرئاسة في يناير الماضي. فمنذ تنصيب ترامب في ولايته الثانية، لم تمكث ميلانيا في البيت الأبيض سوى أيام قليلة، أقل من 14 يوماً بحسب ما قالت مصادر لصحيفة نيويورك تايمز.
وتقضي ميلانيا معظم وقتها بعيدة عن واشنطن، مختبئة إما في برج ترامب في مانهاتن أو في منتجع مارالاجو في فلوريدا. ويقول مسؤولو الإدارة إنها تزور البيت الأبيض أكثر مما يعلمه الجمهور، لكن متى بالضبط، وإلى متى، أمر لا يستطيع هؤلاء المسؤولون الجزم به.
وقد أثار هذا الغياب تساؤلات في الأوساط السياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حتى انتشر وسم “أين ميلانيا” (wherismelania#). ورأى بعض المتابعين أن تواري السيدة الأولى يعبر عن عدم اهتمامها بمساندة زوجها. لكن في المقابل، أظهرت تقارير صحافية أن ميلانيا “أبرمت صفقة مع زوجها أنه إذا فاز بالانتخابات وعاد إلى البيت الأبيض، فإنها لن تقوم بمهام السيدة الأولى بشكل كامل”.
أسباب تفضيل ميلانيا البقاء بعيداً عن الأضواء
برّرت ميلانيا، وفق التقارير، غيابها بـ”تفضيلها القيام بدور الأم، ورعاية ابنها بارون ترامب، البالغ من العمر 18 عاماً، الذي تخرّج من المدرسة الثانوية، وسيلتحق بجامعة نيويورك، ولذا ستكون فقط متواجدة بالبيت الأبيض في المناسبات الرسمية المهمة”. كما نقلت تقارير عن ماري دوردان، مؤلفة كتاب “سيرة ميلانيا”، قولها إن ميلانيا تشعر بأنها “غير مضطرّة للالتزام بالقيام بدور لم يتم انتخابها للقيام به، وليس مدفوع الأجر”.
ودافع ترامب نفسه عن غياب زوجته في تصريح له في فبراير/شباط الماضي، مؤكداً أنها “شخصية فريدة، تركّز على أسرتها قبل أي شيء”.
إيفانكا ترامب: “أنا أكره السياسة”
أما فيما يتعلق بإيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي، فيبدو أن غيابها عن الزيارة الخليجية يأتي في إطار قرارها الواضح بالابتعاد عن العمل السياسي في إدارة والدها الثانية. فقد أصبح من الواضح أن إيفانكا لا تخطط للعودة إلى البيت الأبيض لمساعدة والدها في إدارة البلاد خلال ولايته الثانية، حيث قالت بصراحة في تصريح لها: “أنا أكره السياسة”.
وأوضحت إيفانكا، البالغة من العمر 43 عاماً، في بودكاست نُشر في يناير 2025: “أنا أحب التأثير… لكنني أكره السياسة. ومن المؤسف أن الاثنين لا يمكن فصلهما”، مضيفة أن العمل السياسي عبارة عن “عمل مظلم وسلبي للغاية”.
التركيز على الأسرة والابتعاد عن الخدمة العامة
أفادت إيفانكا بأن “هناك ظلام في هذا العالم لا أريد حقاً أن أرحب به في عالمي… السبب الرئيسي لعدم عودتي للخدمة الآن هو أنني أعرف التكلفة، وهو ثمن لست على استعداد لجعل أطفالي يتحملونه”. وقد انتقلت إيفانكا إلى فلوريدا مع زوجها جاريد كوشنر وأطفالهما الثلاثة بعد خسارة ترامب في انتخابات 2020، وأكدت أنها لا تزال تخطط لدعم والدها عندما يعود للبيت الأبيض، لكن من منظور العلاقة الأسرية وليس السياسية.
وتقول: “أعتقد أنني أتطلع بشدة إلى أن أكون قادرة على الظهور بجانبه كابنة وأن أكون هناك من أجله حتى يصرف ذهنه عن العمل… عبر مشاهدة فيلم أو مباراة رياضية معه… يمكنه أن يكون على طبيعته معي… وأن يسترخي”.
دور جاريد كوشنر في الكواليس رغم غيابه عن الزيارة
على الرغم من عدم مرافقة جاريد كوشنر، زوج إيفانكا، للرئيس ترامب في زيارته للسعودية، إلا أنه لا يزال يلعب دوراً خلف الكواليس في السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.
يدير كوشنر حالياً شركة استثمارات خاصة تعتمد على استثمارات من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وتشير مصادر مطلعة إلى أنه يقدم المشورة بشأن استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط، ويساعد في اختيار المعينين، ويوجه بعض أعضاء مجلس الوزراء خلال فترة الانتقال.
وذكرت المصادر أن كوشنر “قريب جداً” من رئيسة ديوان البيت الأبيض المقبلة، سوزي ويلز، ويتحدث معها بانتظام. كما أنه يساعد ستيف ويتكوف، صديق ترامب والمتبرع له منذ فترة طويلة، في منصبه الجديد كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط.
أهداف زيارة ترامب للسعودية والخليج
تركز زيارة ترامب الحالية بشكل أساسي على الجانب الاقتصادي والاستثماري، وفقاً للتقارير الصحفية. فالهدف المعلن لترامب هو الحصول على استثمارات سعودية في الشركات الأمريكية بقيمة تريليوني دولار، بعد أن أبدى ولي العهد رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة بمبلغ 600 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.
ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن زيارة ترامب تختلف عن الزيارات التقليدية للرؤساء الأمريكيين إلى الشرق الأوسط، إذ أن الرؤساء السابقين كانوا يحملون عادة رؤية استراتيجية للمنطقة. أما ترامب فيجول في الخليج هذا الأسبوع بحثاً عن شيء واحد: عقد الصفقات، والتي قد تشمل مجالات مختلفة، مثل التجارة، الطائرات، الطاقة النووية، واستثمارات الذكاء الاصطناعي.
اختلاف كبير عن زيارة 2017 الأولى
تختلف زيارة ترامب الحالية للسعودية بشكل كبير عن زيارته الأولى في مايو 2017، التي كانت أيضاً أول زيارة خارجية له في ولايته الأولى. ففي تلك الزيارة، كانت ميلانيا ترامب ترافقه، كما كانت إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر من الأعضاء البارزين في الوفد المرافق.
وكانت إيفانكا قد وصفت تجربتها في زيارة السعودية عام 2017 بأنها “رائعة وتاريخية”، كما نشرت تغريدة أشادت فيها بالقيادات النسائية السعودية التي التقت بها خلال تلك الزيارة.










