عقد وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، اليوم الأربعاء، اجتماعا طارئا في مقر الوزارة بالعاصمة روما لمناقشة تطورات الوضع الأمني المتدهور في العاصمة الليبية طرابلس، عقب الاشتباكات المسلحة المتصاعدة بين الفصائل المتنازعة منذ يومين.
وقالت وكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء إن الاجتماع ضم كبار مسؤولي وزارة الخارجية، وذلك في ظل استمرار المواجهات بين قوات “اللواء 444 قتال” بقيادة محمود حمزة التابعة لحكومة “الوحدة الوطنية الموقتة” وقوات “جهاز الردع” بقيادة عبدالرؤوف كارة.
وأكدت الوكالة أن السفارة الإيطالية في طرابلس تواصلت مع أفراد الجالية الإيطالية الموجودة في العاصمة الليبية، وعددهم يقدر بين 80 و90 مواطنا، مشيرة إلى أن التعليمات صدرت لهم بالبقاء داخل أماكن إقامتهم أو الفنادق وعدم مغادرتها تحت أي ظرف حتى إشعار آخر.
وأضافت “نوفا” أن السفارة لم تتعرض لأي أضرار نتيجة الاشتباكات، كما لم تصب الفنادق التي يقيم فيها الإيطاليون، في حين أعلن إغلاق مطار طرابلس حتى إشعار آخر، مما حال دون إمكانية إجلاء فوري للرعايا.
وأكدت الوكالة أن الحكومة الإيطالية تعتبر “سلامة المواطنين الإيطاليين في ليبيا أولوية قصوى في هذه المرحلة”، وأن كافة الخيارات الدبلوماسية واللوجستية تدرس لتأمينهم في حال استمر تدهور الأوضاع.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من اشتباكات دامية اندلعت في طرابلس إثر مقتل عبدالغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، ما أدى إلى انفجار الوضع الأمني، لاسيما بعد قرار رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بحل “جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”، الأمر الذي رفضه الجهاز وعده غير قانوني.
ورغم إعلان وزارة الدفاع في حكومة “الوحدة الوطنية” صباح اليوم عن اتفاق لوقف إطلاق النار في جميع محاور التوتر، فإن المخاوف من تجدد المواجهات ما تزال قائمة، خاصة في ظل الانقسام العميق بين التشكيلات المسلحة المتنافسة داخل العاصمة.
وتتابع إيطاليا، التي تحتفظ بعلاقات تاريخية مع ليبيا ومصالح اقتصادية واسعة فيها، تطورات الأوضاع بقلق بالغ، وسط جهود أوروبية لإعادة الاستقرار إلى البلاد.