تشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ مساء أمس الثلاثاء وحتى صباح اليوم الأربعاء، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بين قوات اللواء 444 قتال التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة محمود حمزة، وقوات جهاز الردع، وذلك على خلفية قرار رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بحل الجهاز بشكل مفاجئ.
واندلعت الاشتباكات في مناطق متفرقة تمتد من بوابة السبعة شرق العاصمة إلى منطقة السياحية غربًا، مرورًا بـعين زارة جنوبًا، وسط حالة من الفوضى والانفلات الأمني. وحتى الآن، لم تصدر أي بيانات رسمية بشأن حجم الخسائر البشرية أو المادية.
تصاعد التوتر واحتشاد عسكري من المنطقة الغربية
وتوسعت رقعة الاشتباكات بعد وصول تعزيزات عسكرية من المنطقة الغربية لمساندة جهاز الردع، وسط محاصرة عدد من مفارز اللواء 444 في مواقع متفرقة.
وشهدت مناطق مثل السراج تقدمًا كبيرًا لقوات الزاوية وورشفانة، بينما تمركزت قوات الزنتان على أسطح بعض المباني، ما ينذر بتصعيد خطير في الساعات المقبلة.
في المقابل، أعلن عماد الطرابلسي وزير الداخلية وشقيقه عبدالله الطرابلسي حالة النفير العام، وفتح جبهة كوبري الغيران لمواجهة التقدم من قوات المنطقة الغربية، التي باتت الآن تحتشد بأكثر من 1500 آلية، بحسب مصادر ميدانية.
دعم اجتماعي وقبلي لجهاز الردع
في بيان حمل بعدًا سياسيًا واجتماعيًا، أعلنت مكونات المنطقة الغربية القبلية والمدنية عن دعمها الكامل لجهاز الردع، معتبرة أن “المساس بأمن طرابلس أو تهديد مؤسسات الدولة هو خط أحمر”، وأن الالتحام مع الجهاز يمثل موقفًا وطنيًا لرفض محاولات زعزعة الأمن بالقوة.
خلفيات الاشتباكات: نكث بالاتفاق وكمين مسلح
مصادر مطلعة أوضحت أن الاشتباكات اندلعت عقب تراجع قوات الردع والأمن القضائي عن اتفاق سابق بتسليم عدد من المقرات الأمنية إلى الاستخبارات العسكرية.
ووفقًا للمعلومات، فقد تعرضت قوات اللواء 444 وقوات الاستخبارات لكمين مسلح أثناء توجهها للاستلام، ما أجبرها على الانسحاب.
وفي حين لم تفتح قوات الزنتان وكتائب 111 و166 أي محاور هجومية بعد، تشير تقديرات ميدانية إلى أن الساعات القادمة ستكون مفصلية، في ظل مؤشرات على اندلاع معارك مفتوحة على عدة جبهات.
دعوات للبقاء في المنازل وتحذيرات من تصعيد وشيك
وسط هذا التصعيد، دعت مصادر أمنية وسكان محليون كافة المواطنين إلى التزام منازلهم وتوخي الحذر، وسط تحذيرات من أن “الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد”، وأن ما يجري الآن “مجرد مقدمة لمعركة أوسع قد تندلع في أي لحظة”.










