أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن بلاده سترسل وفداً رسمياً إلى مدينة إسطنبول برئاسة وزير الدفاع رستم أوميروف للمشاركة في محادثات مباشرة مع الجانب الروسي، والتي تُعد الأولى من نوعها منذ ربيع عام 2022، وذلك في مسعى جديد لبحث فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب.
وأوضح زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة التركية أنقرة، أن قرار إرسال الوفد جاء “بدافع الاحترام” للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب أردوغان، مضيفاً أن الوفد الأوكراني لن يضم كبار القادة العسكريين مثل رئيس جهاز الأمن أو رئيس هيئة الأركان العامة، لكنه سيكون بقيادة وزير الدفاع، “رغم أن نظيره الروسي لن يكون حاضراً”.
وسيرأس الوفد الروسي إلى المحادثات فلاديمير ميدينسكي، وهو مساعد سابق للرئيس الروسي، في وقت أكدت فيه موسكو أنها تسعى إلى “سلام طويل الأمد مع كييف”، من خلال إيجاد أرضية مشتركة ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، بحسب تصريحات ميدينسكي.
وفي الوقت الذي تتحرك فيه العواصم الغربية نحو فرض عقوبات جديدة على موسكو تطال قطاعي الطاقة والمال، شدد زيلينسكي على أن بلاده لن تقبل بأي حل يتضمن الاعتراف بالأراضي الأوكرانية المحتلة كأراضٍ روسية. وقال:
“هذا موقفي الثابت الذي لا يتزحزح: لن نعترف قانونياً بأي من أراضينا المحتلة مؤقتاً على أنها أراضٍ روسية. هذه أرض أوكرانية.”
وكانت موسكو قد طالبت مراراً بالاعتراف بـ المناطق الأربع التي تسيطر عليها جزئياً، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، كأراضٍ تابعة للاتحاد الروسي.
وفي تطور لافت، دعا زيلينسكي إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، إلا أنه أكد أنه لن يحضر المحادثات في إسطنبول بسبب غياب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً إن الوفد الروسي “منخفض المستوى” ولا يرقى إلى مستوى التمثيل المباشر بين الرئيسين.
وأشار إلى أنه قد يتم تجاوز فكرة اللقاء المباشر مع بوتين في حال أفضت محادثات إسطنبول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه حذّر من أن “فشل روسيا في إظهار أي استعداد حقيقي للسلام سيستلزم مزيداً من الضغوط والعقوبات“.
وختم الرئيس الأوكراني قائلاً:“روسيا لا تشعر بالحاجة إلى إنهاء الحرب، ما يعني أن الضغوط السياسية والاقتصادية الحالية غير كافية. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فعلى الدول الأخرى فرض عقوبات مناسبة وأكثر تأثيراً.”
تأتي هذه التحركات في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، وسط ترقب حذر لنتائج الجولة الجديدة من المفاوضات.










