كشف صادم يهز إسرائيل: القناة 12 تكشف اختراقًا أمنيًا غير مسبوق
في تقرير وصف بـ”الزلزال الأمني”، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تعرض لاختراق نوعي وخطير من قبل حركة حماس، تمثل في زرع عميل مزدوج داخل أحد الأجهزة الاستخباراتية الحساسة في إسرائيل. ووفقًا للمصادر العبرية، فإن العميل كان يعمل منذ فترة طويلة لصالح المخابرات الإسرائيلية، بينما كان في الواقع يدين بالولاء لحماس، وينفذ تعليماتها.
هذا الكشف يأتي في سياق المراجعة الإسرائيلية المستمرة لأسباب فشل التقديرات الاستخباراتية قبيل هجوم السابع من أكتوبر 2023، والذي نفذته كتائب القسام ضمن عملية “طوفان الأقصى”، وأدى لاختراق غير مسبوق للحدود الإسرائيلية وسقوط مئات القتلى والجرحى.
كيف تم الاختراق؟ العميل المزدوج ومهمة التضليل الاستراتيجي
بحسب التحقيقات الأولية التي سربت منها القناة 12، فإن العميل المزدوج لم يكن مكلفًا بجمع المعلومات، بل تم توجيهه من قبل قيادة حماس لتأدية دور أكثر دهاءً: ضخ معلومات كاذبة ومضللة في قنوات القرار الأمني الإسرائيلي، بغرض خلق صورة وهمية عن نوايا حماس وسلوكها العسكري.
وتفيد المصادر أن العميل ضلل المخابرات الإسرائيلية بشأن نوايا حماس الهجومية، وساهم في إقناع قادة الأمن الإسرائيليين أن الحركة غير معنية بمواجهة عسكرية مفتوحة، ما ساعد في ترسيخ حالة “الغفلة الاستخباراتية” عشية الهجوم.
ردود الفعل في إسرائيل: “ضربة لهيبة الاستخبارات”
تسبب هذا الكشف بصدمة واسعة داخل أوساط الأمن والسياسة في إسرائيل. فقد وصف معلقون في وسائل الإعلام العبرية ما حدث بأنه “كارثة استخباراتية جديدة”، تعيد إلى الأذهان فضائح سابقة طالت جهاز “الشاباك” و”أمان”.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي سابق للقناة 12:
“إن زرع عميل مزدوج داخل منظومة أمنية بهذا المستوى يؤكد أن حماس لا تقاتل فقط بالسلاح، بل تخوض حربًا عقلية واستخباراتية على أعلى مستوى.”
تحليل استخباراتي: هل نحن أمام تحول في قواعد الصراع؟
يُعد نجاح حماس في زرع عميل مزدوج داخل جهاز أمني إسرائيلي رفيع المستوى تحولًا نوعيًا في ميزان الردع الاستخباراتي. إذ يشير ذلك إلى تطور كبير في قدرات الجناح الأمني للحركة، وقدرته على التخفي والتخطيط طويل المدى داخل بيئة أمنية معقدة ومحمية.
أبرز أبعاد هذا الاختراق:
فشل الاستخبارات البشرية الإسرائيلية (HUMINT) في التحقق من خلفيات عناصرها.
قدرة حماس على إدارة عملاء مزدوجين على مدى زمني طويل دون انكشاف.
إعادة تقييم الثقة في المنظومة الأمنية الداخلية والتدقيق في سلاسل اتخاذ القرار.
دلالات ما بعد 7 أكتوبر: لماذا كانت إسرائيل عمياء؟
منذ وقوع هجوم 7 أكتوبر، يواصل الرأي العام الإسرائيلي التساؤل: كيف تمكنت حماس من تنفيذ عملية بهذا الحجم دون أن ترصدها أجهزة الأمن؟ ويبدو أن هذا العميل المزدوج يمثل أحد المفاتيح لفهم العمى الاستخباراتي الذي أصاب إسرائيل آنذاك.
بل إن ما كشفته القناة 12 يعزز فرضية أن حماس أدارت مسرحًا كاملاً من الخداع الاستخباراتي ضمن خطة أكبر لخداع الجيش الإسرائيلي وجعله ينام على حرير “الردع المستقر”، بينما كانت الحركة تُعد لهجوم منسق وواسع.
هل تتكرر التجربة؟ ما الذي تخشاه إسرائيل الآن؟
إذا كانت حماس قد نجحت مرة في اختراق المنظومة الاستخباراتية، فما الضامن ألا تتكرر التجربة؟ هذا هو السؤال الأكثر قلقًا داخل تل أبيب اليوم. إذ تخشى الأجهزة الأمنية من وجود عملاء آخرين نائمين داخل المؤسسات، أو امتدادات لهذه الشبكة داخل جهات عسكرية حساسة.
وتعمل الحكومة الإسرائيلية حاليًا على مراجعة شاملة لكل إجراءات الفحص الأمني والتجنيد، وسط ضغوط شعبية وإعلامية تطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الثغرات الفادحة.
“حماس تحارب بالعقل كما بالسلاح”
يمثل هذا الاختراق الاستخباراتي علامة فارقة في سجل الصراع بين إسرائيل وحماس، ويُظهر أن ساحة المعركة لم تعد تقتصر على الميدان العسكري فقط، بل صارت حربًا للعقول والمعلومات. ووسط هذه المعطيات، فإن ما حدث ليس مجرد نجاح أمني لحماس، بل إخفاق تاريخي لمنظومة الاستخبارات الإسرائيلية.