صعدت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، عبر قياداتها الدينية والسياسية، من لهجتها ضد المظاهرات المقررة اليوم الجمعة في العاصمة طرابلس، والتي دعت إلى إسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية.
وفي هذا السياق، أعلن عصام الصاري، العضو في دار الإفتاء التابعة للمفتي المعزول الصادق الغرياني، رفضه القاطع للمشاركة في مظاهرات اليوم، مشيرا إلى أن “إسقاط الحكومة الحالية قد يجر البلاد إلى مفاسد أكبر”، على حد تعبيره.
وأضاف عبر منشور على صفحته بـ”فيسبوك”: “ليس دفاعا عن الحكومة، ولكن تفاديا لما سيترتب على إسقاطها من فوضى وفساد أعظم”.
واتهم الصاري الجهات الداعية للمظاهرات بأنها “إما مرتبطة بمليشيات تابعة لحفتر، أو أحزاب تسعى لتقويض الحكومة تحت شعارات لم الشمل”، واصفا هذه الأطراف بأنها “تسعى للتمديد لنفسها دون أي مشروع وطني حقيقي”، ومشددا على ضرورة “السمع والطاعة لولي الأمر”، وفقا لخطابه الديني المعتاد.
في المقابل، عبر الكاتب الصحفي عيسى عبدالقيوم عن دعم واضح للمظاهرات، مؤكدا أنها تمثل “الفرصة الأهم هذا العام لإحداث تغيير شامل في المشهد السياسي”، وقال: “هذه الحكومة تعفنت وبدأت تنقل تعفنها إلى الجسد الليبي… إسقاطها خطوة أولى نحو الاستشفاء السياسي والعودة للمسار الديمقراطي”.
من جانبه، وصف القيادي الإخواني سالم الشيخي المظاهرات بأنها “مشبوهة”، مؤكدا أن “الموقف الأسلم هو عدم المشاركة فيها”، ما يعكس خشية تيار الإخوان من تصاعد الحراك الشعبي ضد السلطة التنفيذية الحالية التي يعتبرها خصومها فاسدة ومنتهية الصلاحية.










