أعلن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، اليوم الجمعة، سحب الشرعية السياسية والقانونية والشعبية من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في تطور سياسي حاسم جاء على وقع تصاعد الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات الغاضبة التي اجتاحت العاصمة طرابلس وعددًا من المدن الليبية خلال الأيام الماضية.
وفي بيان رسمي حصلت «المنشر الإخباري» على نسخة منه، أوضح المجلس أن القرار جاء استجابةً لإرادة الشارع الليبي، الذي عبّر بوضوح عن رفضه لاستمرار الحكومة الحالية، متهمًا إياها بـ”تجاوز مدتها القانونية، والفشل في إجراء الانتخابات، وحل الأزمات المتفاقمة في البلاد”.
ووصف المجلس في بيانه حكومة الدبيبة بأنها “ساقطة الشرعية”، مشددًا على أن “استمرارها في ممارسة السلطة أمر غير مقبول”، داعيًا إلى تغيير فوري في قيادة السلطة التنفيذية.
دعوة لتشكيل حكومة مؤقتة خلال 48 ساعة
كخطوة نحو مخرج سياسي، دعا المجلس رئيس مجلس النواب إلى التواصل العاجل خلال 48 ساعة من أجل تسمية شخصية وطنية مستقلة لتشكيل حكومة مؤقتة تدير المرحلة الانتقالية القادمة، تمهيدًا للتوافق على خارطة طريق تؤدي إلى انتخابات شاملة.
كما ناشد المجلس كافة الأطراف الليبية والدولية باحترام إرادة الشارع ودعم أي مسار سلمي ودستوري يحقق تطلعات الشعب الليبي، ويُنهي الانقسام السياسي والجمود الحالي.
استقالات جماعية تضرب حكومة الدبيبة
في موازاة هذا الإعلان، شهدت حكومة عبد الحميد الدبيبة موجة استقالات متلاحقة، في استجابة واضحة لمطالب الشارع، كان أبرزها:
بدر الدين التومي – وزير الحكم المحلي
خالد المبروك – وزير المالية
فتح الله الزني – وزير الشباب
محمد فرج قنيدي – وكيل وزارة الموارد المائية
حليمة البوسيفي – وزيرة العدل
أبوبكر الغاوي – وزير الإسكان والتعمير
محمد الحويج – وزير الاقتصاد والتجارة
رمضان أبو جناح – النائب الثاني لرئيس الحكومة ووزير الصحة
اللواء بشير الأمين – وكيل وزارة الداخلية
وصرّح اللواء بشير الأمين في تعليق مقتضب: “استقالتي جاءت استجابةً لصرخة الشعب ورفضًا لسفك الدماء”، في إشارة إلى الأحداث الدامية التي شهدتها طرابلس هذا الأسبوع.
في المقابل، نفى وزير التعليم العالي عمران القيب المعروف بلقب “كركوبة” استقالته، قائلاً: “لست من يترك الوطن وهو في أمسّ الحاجة إليّ”.
احتجاجات غير مسبوقة في طرابلس
شهدت العاصمة طرابلس، مساء الجمعة، تظاهرات وصفت بأنها الأكبر منذ سنوات، تركزت في ميدان الشهداء، حيث ردد المحتجون شعارات قوية ضد حكومة الدبيبة مثل:
“الشعب يريد إسقاط الحكومة”
“يموت الشهداء، وحكم الدبيبة لا”
وامتدت رقعة الاحتجاجات إلى مناطق عدة من بينها سوق الجمعة، الحشان، وورشفانة، رغم تعزيزات أمنية مشددة منعت العديد من المتظاهرين من الوصول إلى وسط العاصمة.
وتأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب اشتباكات مسلحة دامية اندلعت منذ الإثنين الماضي في طرابلس، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأثارت موجة تنديد محلي ودولي بسبب استخدام القوة في مناطق مأهولة بالمدنيين.










