أكد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للوسطاء القطريين والمصريين، أن الولايات المتحدة لا تعتزم الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، رغم المطالب المتزايدة بوقف إطلاق النار، ومؤشرات من إدارة الرئيس دونالد ترامب على الرغبة في إنهاء القتال، خاصة بعد إطلاق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر يوم الاثنين.
واشنطن “خدعت الوسطاء”؟
وفقا لتقرير نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، أعرب وسطاء من قطر ومصر عن شعورهم بأنهم تعرضوا لـ”خديعة” من قبل الولايات المتحدة وتل أبيب، مشيرين إلى أن الجهد الأمريكي في الأيام الأخيرة كان موجها فقط لإطلاق سراح الرهينة الأمريكي، وليس من أجل تحريك تسوية شاملة.
تمسك نتنياهو ورفض حماس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ ويتكوف أن إسرائيل مستعدة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 45 يوما، تبدأ بإفراج حركة حماس عن نحو عشرة رهائن. إلا أن نتنياهو شدد على أن إسرائيل لن تلتزم سلفا بإنهاء الحرب، وستكتفي بالدخول في مفاوضات خلال الهدنة.
بالمقابل، رفضت حماس المقترح رفضا قاطعا، وأكدت أن تجربة الهدنة السابقة في يناير، التي تخللتها مفاوضات معلقة، تثبت أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها. الحركة شددت على ضرورة التزام إسرائيلي واضح بإنهاء الحرب قبل الإفراج عن المزيد من الرهائن.
اقتراح أمريكي “وسط”
في محاولة لرأب الصدع، قدم ويتكوف مقترحا وسطا يتضمن إطلاق عدد محدود من الرهائن مقابل هدنة تمتد لعدة أسابيع. ووفقا لمصادر عربية، حاول المبعوث الأمريكي طمأنة حماس عبر الوسطاء بأن الولايات المتحدة ستضمن دخول إسرائيل مفاوضات جادة لإنهاء الحرب.
لكن الفجوة بين الطرفين لا تزال كبيرة، فيما يواصل الوسطاء من واشنطن والدوحة والقاهرة جهودهم لدفع الطرفين نحو تسوية قبل زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة يوم الجمعة.
تهديدات إسرائيلية… وآمال عربية
في حال فشل التوصل إلى اتفاق، هددت إسرائيل بشن عملية عسكرية كبرى لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل. لكن الوسطاء العرب يأملون أن تنجح الضغوط الأمريكية في تأجيل تلك العملية، خصوصا مع انعقاد قمة عربية مرتقبة في بغداد يوم السبت لبحث الوضع في غزة.
ويأمل القادة العرب أن تمر القمة دون تصعيد عسكري واسع، في حين تتجه الأنظار إلى نتائج الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قائد حماس في غزة، محمد السنوار. وتعتقد إسرائيل أنه يشكل عقبة رئيسية أمام أي تسوية، إلا أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن محاولة اغتياله ربما فشلت.
مبادرة عربية جديدة لإدارة ما بعد الحرب
بحسب مصادر عربية تحدثت للصحافة، فإن حماس أبدت استعدادا للتخلي عن السيطرة الإدارية على قطاع غزة، في إطار خطة عربية تتضمن مشاركة خمس دول عربية في إدارة القطاع بعد الحرب، مع هدف تدريجي لنزع سلاح حماس.
لكن الخطة لا تزال تصطدم برفض إسرائيلي، إذ يشترط نتنياهو ألا تمنح السلطة الفلسطينية أي دور رسمي في غزة، مما يعقد تنفيذ أي تسوية سياسية أو أمنية دائمة.










