أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة تحت اسم “عربات جدعون”، مؤكدا أنه نفذ خلال الـ24 ساعة الماضية ضربات جوية مكثفة ونقل قوات للسيطرة على مواقع داخل القطاع، في ما وصف بأنه مرحلة افتتاحية لحملة تهدف إلى توسيع المعركة وتحقيق أهداف الحرب المعلنة، وفي مقدمتها “تحرير الأسرى” و”حسم حركة حماس”، بحسب البيان الرسمي.
تفاصيل العملية: تقدم بري وغارات مكثفة
وفي بيان أصدره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال:
“خلال اليوم الأخير بدأ جيش الدفاع شن ضربات واسعة ونقل قوات للاستيلاء على مناطق مسيطرة داخل قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل حملة عربات جدعون”.
وأشار الجيش إلى أن الغارات الجوية المكثفة التي نفذت خلال اليومين الأخيرين أسفرت، بحسب تقارير محلية، عن استشهاد مئات الفلسطينيين، فيما يعتبر تصعيدا عسكريا كبيرا قد يكون وسيلة ضغط في مفاوضات تبادل الأسرى الجارية عبر وسطاء.
إخلاء قسري وتحذيرات جوية
وفي سياق الاستعداد لتوسيع العملية البرية، وجه الجيش الإسرائيلي إشعارات عبر منشورات ألقتها الطائرات فوق مناطق شمال قطاع غزة، تدعو السكان إلى المغادرة الفورية نحو الجنوب. وجاء في أحد المنشورات:
“أنتم في منطقة غير آمنة، غادروا فورا باتجاه الجنوب”.
هذه الدعوة جاءت في ظل حالة إنسانية متدهورة يعيشها القطاع المحاصر، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الأزمة.
تحذيرات من مجاعة وبدء تحضير مساعدات
أعلنت السلطات الإسرائيلية عن التحضير لمراكز توزيع مساعدات إنسانية بإدارة شركات مدنية، إلا أن تفاصيل التشغيل والآلية الفعلية للتوزيع ما تزال غامضة، ومن غير المؤكد متى سيبدأ عمل هذه المراكز.
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من مجاعة وشيكة في غزة إذا لم يستأنف إدخال المساعدات خلال أسابيع. وفي الوقت نفسه، تم السماح بإدخال كميات محدودة من الوقود إلى المستشفيات الميدانية الإماراتية والأردنية العاملة في القطاع.
انتقادات داخل إسرائيل: الأسرى ليسوا أولوية
رغم التأكيدات الرسمية بأن تحرير المختطفين هدف رئيسي للعملية، كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن إعادة الأسرى تأتي في المرتبة السادسة والأخيرة في ترتيب أهداف العملية العسكرية، حسب ما عرض على قادة المنطقة الجنوبية. وتشمل الأهداف حسب الترتيب:
إنهاء حركة حماس.
السيطرة العملياتية على المنطقة.
نزع السلاح.
ضرب البنية الحاكمة لحماس.
تحريك السكان وتجميعهم.
استعادة المحتجزين.
وقد أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين، في الأسابيع الأخيرة، عن معارضتهم الشديدة لتوسيع العملية، محذرين من أن التصعيد العسكري قد يعرض حياة ذويهم للخطر.










