شهدت أسعار النفط اليوم تراجعًا ملحوظًا، حيث هبط سعر خام برنت إلى خمسة وستين دولارًا وأربعة وأربعين سنتًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط اثنين وستين دولارًا وستين سنتًا للبرميل، في ظل ضغوط متزايدة من ارتفاع المخزونات الأميركية وتذبذب الطلب العالمي. يأتي هذا الانخفاض بعد أسابيع من تقلبات حادة في السوق، وسط توقعات باستمرار حالة عدم اليقين خلال الفترة المقبلة.
أرقام اليوم: تراجع ملحوظ في الأسعار
خام برنت بلغ خمسة وستين دولارًا وأربعة وأربعين سنتًا للبرميل بانخفاض يقارب واحد بالمئة خلال جلسة أمس.
خام غرب تكساس الوسيط سجل اثنين وستين دولارًا وستين سنتًا للبرميل بانخفاض مماثل.
نطاق التداول المتوقع اليوم بين ستين واثنين وستين دولارًا للبرميل، مع مقاومة عند اثنين وستين وثلاثة وستين دولارًا تقريبًا.
أسباب التراجع: المخزونات الأميركية والدولار القوي
يرجع محللون سبب الهبوط الأخير إلى إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار ثلاثة ملايين ونصف المليون برميل، لتصل إلى أربعمئة وواحد وأربعين مليونًا وثمانمئة ألف برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بمقدار مليون ومئة ألف برميل. كما ارتفعت واردات الولايات المتحدة الصافية من النفط بمقدار أربعمئة واثنين وعشرين ألف برميل يوميًا، ما زاد من الضغوط على الأسعار.
إلى جانب ذلك، ساهم تعافي الدولار الأميركي في تراجع الطلب على النفط عالميًا، إذ يؤدي ارتفاع قيمة الدولار إلى جعل النفط أكثر تكلفة للمستثمرين من أصحاب العملات الأخرى، ما يحد من الإقبال على الشراء.
توقعات السوق: تقلبات مستمرة واستقرار مشروط
تشير التحليلات الفنية إلى أن أسعار النفط قد تشهد موجة صعود تصحيحية إذا نجحت في الاستقرار فوق مستوى واحد وستين دولارًا للبرميل، مع استهداف مستويات مقاومة عند اثنين وستين وثلاثة وستين دولارًا. أما في حال عودة الهبوط، فقد يتجه السعر مجددًا نحو ستين دولارًا أو حتى تسعة وخمسين دولارًا للبرميل.
من ناحية أخرى، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت في العام المقبل إلى سبعة وستين دولارًا وسبعة وثمانين سنتًا للبرميل، بانخفاض يقارب تسعة بالمئة عن التقديرات السابقة، وسط مخاوف من ضعف الطلب وزيادة المعروض في حال رفعت أوبك بلس إنتاجها تدريجيًا خلال الأشهر المقبلة.
العوامل المؤثرة: جيوسياسة، أوبك بلس، وتحولات الطاقة
التوترات الجيوسياسية لا تزال الأزمات في الشرق الأوسط، خاصة في اليمن ومضيق باب المندب، تمثل عاملًا رئيسيًا في تقلب الأسعار بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات.
سياسات أوبك بلس يستمر التحالف في سياسة خفض الإنتاج لدعم الأسعار، لكن قرارات زيادة الإنتاج التدريجي تثير قلق الأسواق من عودة الفائض.
التحول للطاقة المتجددة تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة يضغط على الطلب المستقبلي للنفط، ما قد يحد من أي ارتفاعات قوية بالأسعار.
نظرة مستقبلية: بين الضغوط الصاعدة والمخاطر النزولية
يتوقع الخبراء أن تظل أسعار النفط خلال العام المقبل عرضة لتقلبات حادة، مع ترجيح استقرارها في نطاق بين ستين وسبعين دولارًا للبرميل في المدى القريب، ما لم تحدث تطورات جيوسياسية مفاجئة أو تغيرات حادة في سياسات الإنتاج. في المقابل، فإن استمرار ارتفاع المخزونات وتباطؤ الطلب العالمي يمثلان أكبر المخاطر على استقرار الأسعار.
خلاصة
أسعار النفط اليوم تعكس حالة من القلق والترقب في الأسواق العالمية، مع استمرار تراجع الأسعار تحت ضغط المخزونات الأميركية القوية وقوة الدولار، بينما تبقى التوقعات المستقبلية رهينة لتطورات السياسة والإنتاج والاقتصاد العالمي.











