في خطوة مفاجئة تهدد مستقبل آلاف الوظائف وتعيد رسم خريطة صناعة السيارات العالمية، تعتزم شركة نيسان موتور اليابانية إغلاق مصنعين رئيسيين في اليابان، إلى جانب منشآت إنتاجية في أربع دول أخرى، ضمن خطة شاملة لإعادة الهيكلة وخفض التكاليف، بحسب ما نقلته صحيفة يوميوري اليابانية عن مصادر مطلعة.
وتستهدف الخطة إغلاق منشأتي أوباما وهيراتسوكا في محافظة كاناغاوا جنوب طوكيو، واللتين تديرهما شركة نيسان شاتاي التابعة لنيسان، بالإضافة إلى مواقع في المكسيك والهند والأرجنتين وجنوب أفريقيا. وتأتي هذه الخطوة في ظل تراجع حاد في مبيعات الشركة بأسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة والصين، وتراكم الديون، ما دفع نيسان إلى اتخاذ إجراءات تقشفية غير مسبوقة منذ أكثر من عقدين.
وتشمل خطة إعادة الهيكلة تقليص عدد مصانع نيسان على مستوى العالم من سبعة عشر إلى عشرة مصانع فقط، وإلغاء نحو عشرين ألف وظيفة، في محاولة لخفض التكاليف بقيمة تصل إلى خمسمئة مليار ين ياباني، أي ما يعادل نحو ثلاثة مليارات وأربعمئة مليون دولار. ويعد إغلاق مصانع رئيسية في اليابان خطوة نادرة لم تشهدها الشركة منذ عام ألفين وواحد، ما يعكس حجم الأزمة التي تواجهها نيسان حالياً.
ورغم أن الشركة وصفت التقارير حول إغلاق المصانع بأنها مجرد تكهنات، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن القرار بات وشيكاً في ظل الضغوط المالية المتزايدة على الشركة.
خلفية الأزمة
تعاني نيسان منذ سنوات من انخفاض المبيعات في أكبر أسواقها، إلى جانب تراكم مخزون من الطرز القديمة، وحوافز مبيعات مرتفعة للوكلاء، ما أدى إلى تفاقم ديون الشركة وتسجيلها واحدة من أكبر خسائرها السنوية مؤخراً. وتواجه الشركة منافسة شرسة من شركات السيارات الكهربائية، خاصة في السوق الصينية، وتحديات متزايدة في سوق الولايات المتحدة.
تداعيات القرار
من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى إعادة هيكلة واسعة في سوق العمل بقطاع السيارات، وتؤثر على سلاسل التوريد المحلية والعالمية، في وقت يواجه فيه القطاع تحديات التحول نحو السيارات الكهربائية وتباطؤ الطلب العالمي.
إغلاق مصانع رئيسية في اليابان سيكون خطوة غير مسبوقة منذ عام ألفين وواحد، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه نيسان في الوقت الراهن، بحسب صحيفة يوميوري اليابانية.
تترقب الأسواق العالمية تداعيات هذا القرار على مستقبل نيسان، وعلى صناعة السيارات اليابانية والعالمية ككل، وسط توقعات بمزيد من الاندماجات وخطط إعادة الهيكلة في القطاع خلال الفترة المقبلة.











