خاتم الصياد، شهدت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، صباح اليوم الأحد، مراسم تنصيب البابا ليو الرابع عشر حبرا أعظم للكنيسة الكاثوليكية، في قداس احتفالي مهيب حضره عشرات الآلاف من المؤمنين إلى جانب قادة سياسيين ودينيين من مختلف أنحاء العالم، في لحظة جمعت بين الرمزية الروحية والدلالة الجيوسياسية.
وفي ذروة اللحظة الرمزية، قام الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي، النائب المساعد لرئيس دائرة التبشير، بتسليم “خاتم الصياد” إلى البابا الجديد، وهو تقليد يعود إلى قرون مضت، ويمثل انتقال السلطة الروحية من القديس بطرس إلى البابا الحالي. كما ارتدى البابا “الباليوم”، الوشاح الصوفي الذي يرمز إلى المسؤولية الرعوية والوحدة مع أساقفة الكنيسة حول العالم.
وفي عظته الأولى كحبر أعظم، دعا البابا ليو الرابع عشر إلى الوحدة والتسامح والتضامن العالمي، مؤكدا ضرورة التكاتف لمواجهة الأزمات الإنسانية والبيئية. وقال مخاطبا الحشود:
“دعونا نبني عالما يحكمه الرحمة، لا الكراهية، ويقوده العدل، لا المصالح الضيقة.”
وحضر مراسم التنصيب عدد من الزعماء الدوليين البارزين، من بينهم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، في مشهد يعكس الدور الدبلوماسي المتعاظم للكرسي الرسولي في الساحة العالمية.
ويعتبر البابا ليو الرابع عشر، المعروف سابقا باسم الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست، أول بابا يحمل الجنسية الأميركية والبيروفية معا، في خطوة تظهر توجه الكنيسة نحو الانفتاح والتنوع الجغرافي والثقافي داخل صفوفها القيادية.
وقد اختتمت المراسم بالدعاء من أجل السلام العالمي، وسط إشادة واسعة بنبرة البابا المتواضعة وشعاره الشامل في القيادة، حيث أكد التزامه بـخدمة الكنيسة والإنسانية “بروح متواضعة وقلب منفتح على الجميع”.









