كشفت تقارير سودانية موثقة عن ارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مناطق سيطرتها، خصوصًا في الخرطوم وولايات الجزيرة وسنار، من بينها أكثر من 200 حالة إخفاء قسري لفتيات، وسط مخاوف من تعرضهن للاختطاف والاعتداء الجنسي والاستغلال.
ووفقًا لمصادر عسكرية سودانية، فقد تم رصد نحو 100 حالة إعدام ميداني نُفذت في العاصمة الخرطوم على يد عناصر الدعم السريع، فيما رجحت تقارير لاحقة أن عدد من تم إعدامهم تجاوز 1000 شخص، أغلبهم من المدنيين.
ووثق تقرير صادر عن مركز “مشاد” الحقوقي عمليات تصفية ميدانية لـ11,409 شابًا من قبل قوات الدعم السريع، في إعدامات خارج نطاق القضاء، غالبيتها بدوافع عرقية، إلى جانب إصابة أكثر من 14,685 آخرين بجروح متفاوتة نتيجة الاستهداف العشوائي أو المباشر، واعتقال أكثر من 9,000 شاب وشابة بصورة تعسفية.
كما أكد عضو في اللجنة الوطنية لجرائم الحرب وانتهاكات الدعم السريع، أن القوات ارتكبت جرائم مروعة بحق النساء والفتيات، منها الاختطاف بغرض الاستعباد الجنسي، والاعتداءات الجسدية، والنهب، والعمالة القسرية، في انتهاكات تُصنف كجرائم ضد الإنسانية.
ونقل أهالي ضحايا تم إعدامهم تفاصيل مروعة عن عمليات الإعدام، والتي شملت التعذيب الوحشي والإعدام شنقًا داخل غرف أُعدت خصيصًا لذلك في معتقلات تابعة لقوات الدعم السريع، خصوصًا في العاصمة الخرطوم، خلال مايو 2024.
ولم تُحدد أماكن الإعدامات بدقة، إلا أن مصادر أكدت وقوعها في مدينتي بحري والخرطوم، حيث عانى المدنيون من حملات اعتقال تعسفية، تعذيب، وتهجير قسري تحت الحصار.
وفي السياق، وثقت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وطالبت بتحقيقات دولية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
من جانبه، قال إدمور توندلانا، نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في السودان، إن النساء والفتيات الأكثر تضررًا من الحرب، مشيرًا إلى تقارير عن اغتصاب، زواج قسري، واختطاف منهجي.
وفي بيان أصدره بداية الشهر الحالي، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الأوضاع في السودان بأنها تمثل “واقعًا يوميًا مرعبًا”، مشيرًا إلى مقاطع مصورة تُظهر إعدامات ميدانية لعشرات المدنيين على يد عناصر الدعم السريع في منطقة الصالحة جنوبي أم درمان.
كما أشار تورك إلى تورط مجموعة تُدعى “لواء البراء” في عمليات إعدام خارج القانون، استهدفت مدنيين يُشتبه بتعاونهم مع قوات الجيش في جنوب الخرطوم.
وفي تقرير للأمم المتحدة نُشر الأسبوع الماضي، أكد خبراء أن النساء والفتيات في السودان يواجهن انتهاكات “واسعة النطاق ومنهجية” لحقوقهن، بينها الاغتصاب الجماعي، الاستعباد الجنسي، والقتل، مشددين على أن تلك الجرائم تُرتكب بشكل خاص من قبل قوات الدعم السريع.
ودعت منظمات حقوقية دولية إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات في السودان ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، وضمان حماية المدنيين، خصوصًا النساء والفتيات، من الفظائع الجارية.










