وقعت مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية السعودي اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمويل إعادة تأهيل 33 مخبزاً حكومياً متضرراً في 8 محافظات سورية بقيمة 5 ملايين دولار. يشمل المشروع مناطق ريف دمشق واللاذقية ودرعا ودير الزور وحمص والسويداء وحماة وحلب.
يهدف هذا التمويل إلى ترميم البنية التحتية للمخابز وتحديث خطوط الإنتاج وصيانة المعدات القديمة، مع توقعات بزيادة الطاقة الإنتاجية اليومية للخبز من 265 طناً إلى 473 طناً. يستهدف المشروع توفير الخبز لنحو 1,400,000 شخص من النازحين داخلياً والعائدين والفئات الضعيفة.
يتضمن المشروع أيضاً تدريب 350 عاملاً على تشغيل وصيانة المعدات الحديثة، وتوفير حوالي 500 فرصة عمل جديدة في هذه المخابز، في محاولة لدعم الاقتصاد المحلي المتضرر في المناطق المستهدفة. ورغم أهمية هذه المبادرة، تبقى سوريا تعاني من أزمة أمن غذائي حادة، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 60% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع تراجع القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الخبز بشكل مستمر، ما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي لم تستطع مثل هذه المشاريع المحدودة معالجتها بشكل جذري.
يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية السعودي في سوريا منذ عام 2012، بقيمة إجمالية تقترب من 500 مليون دولار، في ظل استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى فعالية هذه المساعدات في تحقيق تعاف اقتصادي مستدام أو تحسين حقيقي في حياة السوريين.
في ظل هذه الظروف، يرى خبراء أن إعادة تأهيل المخابز رغم أهميتها، تبقى خطوة أولى لا تكفي بدون إصلاحات أوسع تشمل استقرار الحكم ودعم البنية التحتية الشاملة وتحسين فرص العمل، لتخفيف الاعتماد على المساعدات الخارجية التي لا تزال تشكل العمود الفقري للأمن الغذائي في سوريا.










