أصدرت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية قبل أيام تقريراً يشير إلى أن الصين قد تكون قادرة على جمع عشرات الصواريخ المدارية المزودة برؤوس نووية في غضون عشر سنوات.
هذا التطور يُشكل تهديداً خطيراً للولايات المتحدة، خصوصاً وأن هذه الصواريخ ستكون قادرة على الوصول إلى أهدافها في وقت أقل بكثير من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التقليدية.
تهديدات جديدة في مجال الصواريخ المدارية
وقالت الوكالة الأميركية في تقريرها، الذي نشره موقع Eurasian Times، إن هذه الصواريخ المدارية ستكون جزءاً من تكنولوجيا متقدمة تُعرف بنظام القصف المداري الجزئي (FOBS).
يشير هذا النظام إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تدخل مداراً منخفض الارتفاع قبل أن تعود لضرب هدفها، ما يسمح لها بتقليص وقت الطيران بشكل كبير مقارنة بالصواريخ التقليدية.
كما أن هذه الصواريخ يمكنها المرور فوق القطب الجنوبي، مما يجعلها قادرة على تفادي أنظمة الإنذار المبكر والدفاعات الصاروخية الحالية.
مستقبل نظام FOBS: قدرة تفوق الصواريخ التقليدية
على الرغم من أن أنظمة FOBS لم تُطور أو تُنشر بالكامل من قبل أي دولة، فإن التقرير الأمريكي يسلط الضوء على أن الصين قد تمتلك ما يصل إلى 60 صاروخاً من هذا النوع بحلول عام 2035.
وفي المقابل، تشير التوقعات إلى أن روسيا قد تمتلك حوالي 12 صاروخاً من نفس النوع. وتكمن خطورة هذه الصواريخ في قدرتها على اتخاذ مسارات هجومية غير متوقعة، إذ يمكن للرؤوس الحربية أن تخرج من المدار في أي نقطة خلال مسارها، ما يجعل من الصعب تتبعها أو اعتراضها بواسطة الدفاعات الصاروخية التقليدية.
الأثر الاستراتيجي للأسلحة المدارية
إن تطور هذا النوع من الأسلحة سيكون له آثار استراتيجية بعيدة المدى، خصوصاً إذا تم تزويدها برؤوس حربية نووية. في الماضي، كانت التهديدات المماثلة بارزة خلال الحرب الباردة عندما كان الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة في سباق تسلح فضائي وصاروخي.
حيث بدأ الاتحاد السوفيتي بتطوير صواريخ مشابهة في الستينيات مثل صاروخ R-36O، وهو ما يعتبر سابقة لتكنولوجيا FOBS.
موقف الصين وروسيا من التسلح الفضائي
ومع تزايد قدرات الصين في مجال الفضاء، يرى الخبراء أن هذه الأنظمة قد تكون جزءاً من استراتيجية عسكرية واسعة تهدف إلى تعزيز قدرات الصين الدفاعية والهجومية.
بينما تظل روسيا، من جانبها، أقل تقدماً في هذا المجال مقارنة بالصين، إلا أن تواجد بعض أنظمة FOBS لديها يظل مصدر قلق للولايات المتحدة والدول الغربية.










